بافينج ألياب كويث، مدرب نجح في التتويج بتسعة ألقاب مع أندية واو وزعلان رومبيك على المستوى المحلي والقومي.
في هذا الحوار يجيب عن الكثير من الأسئلة فيما يتعلق بحالة عدم الإستقرار التي تشهدها الأندية على مستوى جنوب السودان، بالإضافة إلى الإتهامات الموجهة له بأنه يتعاقد مع فرق جاهزة تمتلك في صفوفها العديد من اللاعبين المميزين وهو ما يسهل من مهمة وصوله إلى منصات التتويج المحلية والقومية.
كيف تفسر لنا الخلاف الذي كان دائراً حول منصب المدير الفني لفريق زعلان رومبيك؟
كان لدي عقد لمدة عام كامل مع النادي وقد مضت عليه خمسة أشهر، وقد بدأت في تجهيز الفريق للمشاركة خارجياً وأحضرنا مدرباً لمساعدتنا خلال المشاركة الخارجية بسبب عدم وجود مدرب يحمل الرخصة (B أو A) الأفريقية وقد وقع الإختيار على مناوا دينق بناءً على توصية مني بحكم معرفتي به خلال فترة عمله في واو.
اتصلت به وأخبرته برغبتي في الإستعانة به بسبب إمتلاكه الرخصة (B) وقد مر كل شيء بشكلٍ جيد حتى موعد عودتنا إلى جنوب السودان بعد الإنتهاء من المشاركة الخارجية، وقد كنت أعرف بأنني المدير الفني للفريق بسبب إنتهاء مهمة مناوا بعد خروجنا من دوري الأبطال، إلا انني قد فوجئت بوجود بعض الأصوات داخل مجلس إدارة النادي تطالب بإقالتي وتعيين مناوا في منصب المدير الفني وتحويلي إلى مساعداً له، وهو شيء رفضته جملةً وتفصيلاً بسبب إمتلاكي عقد مع النادي ينص على انني المدير الفني وليس المساعد.
بناءً على ذلك قمت بالإتصال بمجلس الإدارة وسألت عن ما يحدث وكيف في ظل وجود عقد رسمي يربطني بالنادي ولم ينتهي بعد، إلا انهم أكدوا لي صحة ذلك وسألوني عن رأيي، إلا انني قلت لهم بأنني لن أقبل بذلك بسبب إمتلاكي عقد رسمي وقد رأيت بأن الحل هو أن أبحث عن تحديٍ آخر وهو ما فعلته.
كيف تصف ما حدث لك ومن الذي تتهمه بذلك؟
بصراحة، لا أعرف كيفية تسميته، إلا انني أتمنى التوفيق لكل شخص يريد مهمة تولي تدريب الفريق ولا أتمنى سوى الإحترام والتقدير لكل الزملاء، إلا ان ما حدث غير جيد.
كيف حدث كل ذلك؟
كان أنا من قمت بالإتصال به وليس النادي بحكم انه واحد من المدربين القلائل الذين يحملون الرخصة (بي) في جنوب السودان، لقد تحدثت معه وإتفقنا على ان يقوم بمساعدتي في المباراتين الأفريقية فقط مقابل مبلغ محدد من المال وقد دفعت مجلس إدارة النادي للإلتزام بذلك.
هذا الأمر حدث، أيضاً، مع نادي أطلع برة من قبل حينما تعاقد مع محسن سيد من أجل قيادة الفريق افريقياً وهذا كان شيئاً طبيعياً، إلا انني استغرب مما حث في زعلان.
لماذا حدث ذلك في رأيك؟
في رأيي حدث بسبب عدم قيام دورات تدريبية بإنتظام من أجل نيل تلك الرخص على المستوى الأفريقي أو الدولي.
إستقالتك تسببت في حدوث إنقسام في مجلس إدارة نادي زعلان رومبيك؟
هناك بعض الأشخاص داخل النادي يريدون الوقوف ضدي على حساب شخص آخر بينما قمت بتقديم الكثير للنادي.
لقد سمعت بأن هنالك بعض الأشخاص قد تقدموا بإستقالاتهم وقد قراءت تلك الأخبار في صفحة النادي على موقع التواصل الإجتماعي الشهير (فيسبوك)، وقد اتصل بي الكثيرون للإستفسار عما حدث وقد شرحت لهم ذلك وهو شيء رفضه الكثيرون منهم وأكدوا لي عدم علمهم بما يحدث وهو ما جعل بعض أعضاء مجلس الإدارة يتقدمون بإستقالاتهم.
هناك أخبار تتحدث عن وجود مشاكل إدارية ودفعتك لتقدم بإستقالتك من لجنة التدريب المحلية وفنية داخل النادي قبل مشاركته الأفريقية؟
أستطيع الإجابة عن السؤال المتعلق بالناحية الفنية فقط بصفتي مديراً فنياً سابقاً وكنت على علم بما يحدث، المشكلة تتعلق بحوافز اللاعبين وقد تقدمت اللجنة الخماسية للاعبين بشكوى لي وناقشت ذلك مع بعض أعضاء مجلس الإدارة إلا ان الأمر كان صعباً جداً وتسبب في خلاف بين الإدارة واللاعبين وقد تم حل ذلك بعد منح اللاعبين جزءً من حوافزهم وتأجيل الجزء المتبقي إلى حين العودة إلى رومبيك.
خلاف إداري وآخر فني، لا بد ان ذلك قد كان له تأثير سلبي كبير في مشاركة الفريق الأفريقية؟
حينما تقوم بوعد اللاعبين، فعليك تنفيذ هذا القرار لأنني أؤمن بأن ذلك يساهم في رفع معنوياتهم ويدفعهم لتقديم كل ما لديهم من أجل المضي قدماً. لقد كنت لاعباً من قبل وأعرف بأن هناك لاعبين يلعبون من أجل الحوافز وآخرون من أجل الشعار والمدرب، وأرى بأن الجانب المادي يعتبر مهماً للغاية بالنسبة لنا على مستوى البلاد.
أما بخصوص الخلاف مع زميلي مناوا، فإنه لم يتسبب في خسارتنا في المباراتين والدليل على ذلك تتويجنا بلقب كأس السوبر، لقد وضعت إعتباراً كبيراً لذلك وتمالكت أعصابي كثيراً حتى لا يظهر ذلك ويؤثر على اللاعبين وقد حسمت الخلاف مبكراً بأنني سأتقدم بإستقالتي لأن المشاكل كانت موجودة قبل السفر للمشاركة الأفريقية إلا انني لم أظهر ذلك علناً بسبب رغبتي في الإستقرار الفني الذي يعتبر مهماً لأي فريق.
هناك من يقولون بأنك من المدربين الذين يفضلون تولي مهمة تدريب الفريق الجاهزة من أجل التتويج بالبطولات؟
لقد تم توجيه ذلك الإتهام لي كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، إلا انني كنت مدرباً لفريق الملكية الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة في واو وقمت بتصعيده إلى دوري الثانية ولم يتسبب ذلك في وضع حداً للإتهامات.
كل ما استطيع قوله انني من المدربين الذين يعرفون التعامل مع مجريات اللعب وتحقيق ما يريده من كل مباراة، خصوصاً فيما يتعلق بالقراءة، وأستطيع تجهيز فريقي بشكلٍ جيد وهذا لا يحدث مع بقية المدربين مع كامل إحترامي لهم، فقد نجحت في تقديم الإضافة اللازمة مع أي فريق قمت بتدريبه ولم أكن من يقوم بإختيار الفريق الذي سأقوم بتدريبه، بل الإدارة هي التي تلجأ لي وتطالب بتعييني وهو شيء حدث مع السلام والغزالة وقد فزت معهما بالألقاب المحلية والقومية وهذا يعتبر إنجاز كبير ينبغي إحترامه وتقديره.
بعض الناس ينظرون إلى مناوا على انه أفضل منك؟
لا أعرف كيف يكون أفضل مني وفي أي جزئية بالتحديد؟ مع إحترامي له لأنني لا اتحدث كثيراً، إلا ان إنجازاتي الشخصية كمدرب تتحدث عني، فما هي إنجازاته؟ لقد فزت بتسعة ألقاب مع أندية واو وزعلان رومبيك على المستوى المحلي والقومي والشارع الرياضي يستطيع أن يحكم ويحدد المدرب الأفضل.
لقد كنت مدرباً للسلام واو وفزت معه بخمسة ألقاب: إثنين على المستوى القومي وقد عمل من قبل مدرباً للسلام، فماذا فعل معه؟ أتمنى له النجاح والفوز بالبطولات المحلية والقومية أو أي فريقٍ آخر.
أنت من المدربين الذين يتقدمون بإستقالاتهم كثيراً ويتم إتهامك بعدم الإستقرار؟
لقد إعتزلت التدريب من قبل وتقدمت بإستقالتي من لجنة التدريب المحلية في واو بسبب إداري بحت، فقد كنت من بين الأشخاص الذين يتكلمون عن الحقائق وهو شيء لا يريده الكثيرون وهو ما جعلني أتقدم بإستقالتي والتفرغ لعملي الخاص.
لقد عدت إلى العمل بعد إتصال زعلان بي وطلبوا مني إبرام عقد معهم كمدرباً للفريق بعقدٍ لمدة عام وقد ترددت في قبول الطلب بسبب انني لم أكن أرغب في العودة إلى مجال التدريب إلا انهم أقنعوني بذلك.
ما هي الأسباب الإدارية البحتة التي دفعتك لتقدم بإستقالتك من لجنة التدريب المحلية؟
هناك ظلم كبير يحدث للمدربين فيما يتعلق بعملية إختيارهم للمشاركة في الدورات التدريبية، وهو ما يحدث للحكام أيضاً، فأحياناً يتم إختيار حكام لم يسبق لهم ممارسة اللعبة أو يكونوا تحت التدريب ويتم مطالبتهم بإدارة مباريات كبيرة أحياناً يرتكبوا أخطاء تكون مؤثرة وتتسبب في خسارة الفرق لنقاط مهمة وحينما تتحدث يتم إيقافك!
ما هي الخطوة القادمة بعد تقدمك بإستقالتك وموافقة زعلان عليها؟
تلقيت بعض العروض للعمل في جوبا إلا انني رفضت ذلك بسبب بعض الإرتباطات المتعلقة بالعمل ووجود أسرتي في واو.