النهاية الحتمية

644 مشاهدة

هل كان قرار بيتر جيمس بالإعلان عن تنحيه من منصبه مديراً فنياً لقوديلي مفاجئاً؟

حتماً لا!

هل كانت الأسباب التي برر بها قراره منطقية وحقيقية وواقعية؟

نعم بالتأكيد.

لكن، بالنسبة لي، فإنه قد إحتاج إلى وقتٍ طويل للتحلي بالشجاعة والقوة والجرأة لإتخاذ هذا القرار، لقد ظل هناك طوال هذا الوقت يشاهد كل هذا يحدث أمامه دون أن يأخذ خطوة واحدة إيجابية من أجل إصلاح الوضع أو إتخاذ قراره بالتنحي!

كل الأسباب كانت متوفرة تماماً أمام بيتر من أجل المغادرة وإنقاذ اسمه وسمعته مبكراً، إلا انه، ربما، تمسك بالإستمرار في منصبه على آمل رؤية الضوء في آخر النفق وهو ما لم يحدث في النهاية.

ربما، أيضاً، تأخر القرار بسبب سفره خارج البلاد من أجل الحصول على الرخصة التدريبية (B) الأفريقية، إلا انه قد تأخر بعض الوقت وقد فعل الأمر الصائب بالتنحي في هذا التوقيت.

ليس هناك شك إطلاقاً في المبررات التي دفع بها في قرار تنحيه، فالبيئة في قوديلي ليست غير صحية وغير صالحة للعمل فحسب، بل انها في غاية الفوضى والأمور تأخذ منحنى أكثر خطورةً وتعقيداً يوماً بعد الآخر على كافة الأصعدة.

لذا، كان قرار التنحي بمثابة النهاية الحتمية، ليس بالنسبة إلى بيتر فقط، بل انه إذا ما كان هناك أي مدرب آخر وجد نفسه في وضع مثل هذا لإتخذ قراراً مماثلاً بالتنحي.

معاناة قوديلي على الصعيدين الإداري والفني تبدو ماثلة أمامنا بوضوح ولن تتطلب منا سوى إلقاء نظرة على موقعه في جدول الترتيب من أجل التوصل إلى تلك الحقيقة، ناهيك عن حقيقة إعتراف كل الأشخاص المنتمون له بذلك بدايةً من اللاعبين، الإدارة، المدربين، والجماهير!

أما بالنسبة إلى الجانب الإداري، فحدث ولا حرج.

لكن، إذا ما وضعنا الجانب الفني ونتائج الفريق جانباً، فإنه يعاني عدم إستقراراً إدارياً وتخبطاً واضحاً في كل القرارات الخاطئة والكارثية وغير المفهومة التي تم إتخاذها منذ بداية الموسم حتى الآن.

ثمة شيء يحدث في النادي لا أعرفه ولا أفهمه حقاً، وإلا فكيف تقوم الإدارة بإتخاذ قراراً بإقالة بيتر جيمس وتعيين محمد آدم ثم يعود الأول لممارسة عمله بصورة عادية وطبيعية دون القيام بعملية إعادة تعيينه أو إقالة الثاني؟!

كيف حدث ذلك؟ لا أحد يعرف.

لماذا تمت إقالة بيتر؟ ربما، لأنه لم يكن موجوداً.

لماذا تم تعيين محمد آدم؟ لأنه كان الوحيد، ربما، الذي قبل بالعرض ويعرف النادي جيداً.

ما هي مدة عقد محمد آدم؟ ثلاثة مباريات فقط.

هل تم إخطار بيتر جيمس بالقرار؟ لا، إطلاقاً.

كيف عاد بيتر؟ لأن اللاعبين قد طالبوه بذلك.

هل تمت إقالة محمد آدم وإخطاره بالقرار؟ لا، على الأرجح.

ولماذا أعلن بيتر تنحيه؟ لأنه إكتشف بأن البيئة غير صالحة.

كل هذا حدث في فترة وجيزة للغاية!

لماذا؟ ليس هناك أحداً يعرف على وجه الدقة، إلا انه يبدو مؤكداً بأن الإجابة عن كل تلك التساؤلات لدى مجلس الإدارة.

ليست هناك فوضى أكثر من هذا يمكن أن تحدث بالنسبة إلى نادٍ يلعب في أعلى درجة في جوبا، ولا يمكن أن تسوء الأمور أكثر مما عليه الوضع حالياً.

لكن، إتضح بأن إعتقادانا كان خاطئاً تماماً لأن الأسوأ من كل هذا جاءت به الإدارة التي لم تعلق على كل ما يحدث في النادي وإكتفت بالقول انها كانت في أشد الحاجة لبيتر في هذا التوقيت من أجل القيام بمهمة ترشيح اللاعبين للتعاقد معهم في فترة الإنتقالات التكميلية فقط!

مع معطيات مثل هذه، فإنه ليس مفاجئاً إطلاقاً أن ينهي الفريق الدور الأول من الدوري وهو يتواجد في المركز الأخير في جدول الترتيب وأن يكون واحداً من الفرق المرشحة بقوة للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في نهاية الموسم.

الوضع في غاية الفوضى ومأساوي تماماً وإنقاذه يحتاج إلى معجزة أو القيام ببعض الإصلاحات الثورية العاجلة والضرورية على وجه السرعة، بدايةً من خلال إعادة ترتيب النادي جيداً من الداخل على مستوى الإدارة، دراسة الوضع جيداً والعمل على إيجاد حلول ناجعة له، توفير بيئة صحية وصالحة للعمل، التعاقد مع مدرب قادر على تحمل عبء ومسؤولية إنقاذ الفريق من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، إيجاد مدرب يقبل بالعمل في بيئة كارثية مثل هذه، والعمل على تدعيم وتعزيز صفوفه بعدد كبير من اللاعبين المميزين.

ما شاهدته في مباريات قوديلي يؤكد على حاجته للقيام بهذه التغييرات الثورية، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة تدعيم وتعزيز صفوف الفريق بسبب انه يمتلك واحدة من أضعف القوائم مقارنةً بالفرق المتنافسة معه في البطولة وتكافح من أجل تفادي شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.

نتحدث عن فريق لا يمتلك في صفوفه لاعباً واحداً قادر على اللعب في أعلى مستوى تنافسي ممكن في جوبا وقادر على الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات وتحمل عبء ومسؤولية قيادة الفريق للإنتصارات.

مع معطيات مثل هذه، وفي حالة فشل الإدارة في القيام ببعض الإصلاحات، فإن النهاية الحتمية لقوديلي وهبوطه إلى دوري الدرجة الثانية في نهاية الموسم لن تكون مفاجئة إطلاقاً.

لكنني، آمل أن أرى بعض الإصلاحات من أجل إنقاذ الوضع سريعاً وما يمكن إنقاذه.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: