لم نتعادل في أي مباراة، إلا أننا خسرنا مرتين ولم يتبقى لنا كي نحافظ على حظوظ التأهل إلى ساحل العاج سوى مهمة الكونغو القادمة التي من الضروري أن تكون حصيلتها كنتيجة حصيلة الفوز.
منتخبنا الوطني يدرك ماذا تعني له هذه المواجهة التي لم يعد يفصلنا عن مشاهدة تفاصيلها إلا أسبوع.
من الجهاز الإداري، إلى الفني، إلى اللاعبين؛ الكل يعلم أن أي إخفاق، لا سمح الله، يعني صعوبة البقاء في دائرة المنافسين، كما هم كذلك ملمون بأن الفوز في ذات المواجهة لن يكون إلا بمثابة العودة إلى مراكز المقدمة ومن ثم تجديد الثقة بالتأهل، وبلوغ الأمم الكبير الذي نحلم، ونطمح، ونتطلع في أن يكون منتخب جنوب السودان ضلعاً ثابتاً في قائمة من سيشاركون فيه.
فنياً المنتخب الكونغولي أعد عدته من أجل الفوز، وفنياً أيضاً منتخبنا بنفس الإتجاه بات يحسب للنقطة الواحدة على أنها بطولة، ولهذا فاللقاء القادم له من الإستثناءات في النتيجة، وليس المستويات، ما قد يجعلنا أمام مواجهة نارية في المدرجات إن كانت هناك جالية جنوبية في تلك الدولة، وكذلك على أرضية الميدان.
أيام لا تتجاوز أصابع اليد هي الفترة المتبقية لمنازلة الكونغو، فإما نكسب وإما نتعادل، وإن انتهت هذه المنازلة بالتعادل في ظل الظروف القاسية التي تمر بها النجوم الساطعة، ففي قناعتي أن العودة من الكونغو ولو بنقطة في ظل غياب معظم النجوم هي بمثابة عودة للمنافسة إن كسبنا في دار السلام، بل هي الإعلان الإيجابي الذي سيقودنا مع الإيطالي كوزين لرؤية منتخب متجدد بالروح، ومتسلح بالثقة، والقدرة على إضافة أكثر من مكسب وتحديداً فيما تبقى له من لقاءات.
الخصم الذي سلب شبابهم ثلاثة نقاط بقرار (الحكمة المغربية) في القاهرة لن يصعب علينا هزيمته، فالكونغو كمنتخب هو (عادي)، وإذا ما إقتنع اللاعب الجنوبي بذلك، وحرص على أن يقدم فكرة الإنتصار على أي فكرة أخرى، فمن هنا سيعود ومعه مبتغاه، فالمهم هنا دور اللاعبين لأن دورهم هو الثابت والأساس.
نعم ليس لدينا أسماء لها ثقلها في قائمة النجوم الساطعة، لكن المعتاد في مثل هذه المنازلات هو أن البديل قد لا يجد فرصته لإثبات نجوميته إلا من خلال الظروف، وظروف المنتخب وظروف إبتعاد تلك النجوم هي فرصة لصناعة أسماء تحضر، وتبدع، وتتألق، وتحسم أمر المهمة الصعبة على طريقتها في التمرير والتسجيل بإذن الله.
فقط يلزم الإرادة والإجتهاد أكثر.
سنصل لمبتغانا شباب.