مع بداية كل موسم جديد، ينظر الكثيرون في نادي الملكية على أنه سيكون الموسم الذي سينجح فيه الفريق في العودة إلى منصات التتويج بعد غياب إمتد طويلاً، يلحق بأطلع برة في قائمة أكثر الأندية تتويجاً بلقب كأس جنوب السودان المحلي في جوبا، والعمل على إستغلال هذا الزخم والبناء عليه قبل ان ينصدموا بالواقع الصعب!
هذا الموسم، لا يبدو بأنه سيكون إستثناءً بالنسبة إلى الكثيرون في الملكية بسبب حالة التفاؤل الكبيرة التي تسيطر عليهم بخصوص قدرة الفريق على النجاح في التتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، فهل ينجح في فعل ذلك أخيراً بعد غيابٍ إمتد لتسعة أعوام؟!
الحقبة الذهيبة التي يرغبون في تكرارها
الرغبة في تكرار الحقبة الذهبية والتاريخية التي نجح فيها الملكية في التتويج بجميع البطولات المطروحة على الساحة المحلية والقومية تبدو واضحة وكبيرة للغاية وتسيطر على الكثيرون في النادي، إذ قامت الإدارات التي تعاقبت على النادي منذ تتويجه بلقب كأس جنوب السودان المحلي في جوبا في عام 2014 بفعل أي شيء يعيدهم إلى القمة وتكرار تلك الحقبة الذهبية!
هذا ينظر إليه الكثيرون على أنه كان بمثابة السبب والحافز الرئيسي الذي دفع إدارة النادي لملاحقة كل شيء له علاقة بتلك الحقبة الذهبية طوال السنوات القليلة الماضية، إذ قامت بإعادة تعيين بلال فيليكس في منصب المدير الفني، إعادة كندي سنترلينو «ديدا» بصفته مدرباً للحراس، وألوك أكيج وكلمنت بيدو «قوري» وغيرهم.
هذا الأمر أصبح بمثابة كابوساً يسيطر على الكثيرون في الملكية طوال السنوات القليلة الماضية وهو ما حدث هذا الموسم بعدما قام النادي بتعزيز وتدعيم صفوفه في فترة الإنتقالات الرئيسية الماضية بشكل جيد في محاولة جديدة يائسة من أجل العودة إلى منصات التتويج.
النادي يبدو مستعداً، تقريباً، لفعل كل شيء يضمن له العودة إلى منصات التتويج والفوز بلقبه الأول في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا منذ عام 2014.
السراب الذي طارده الملكية عبثاً
لا بد من أنه كان محبطاً للغاية بالنسبة إلى الكثيرون في الملكية رؤية جميع محاولاتهم تنتهي بالفشل في العودة إلى منصات التتويج، رؤية الفريق يخرج من الأدوار الأولى في البطولة، ويفشل حتى في الوصول إلى الأدوار النهائية في السنوات القليلة الماضية!
لكن، ما كان واضحاً أنه ثمة مشكلة يعاني منها الفريق وأخفق الجميع في ملاحظتها والوقوف عندها والعمل على معالجة حلول ناجعة لها، خصوصاً في ظل الإستقرار الإداري والفني الكبير الذي شهده طوال السنوات القليلة الماضية.
بالطبع، يصعب حقاً تحميل طرف ما والإشارة إليه على أنه يتحمل كامل المسؤولية بشكل تام في إخفاقات الفريق المتتالية وفشله في الذهاب بعيداً في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا طوال الفترة التي تلت فوزه بلقبه الثاني على التوالي في البطولة!
مع ذلك، فإنه ينبغي الإعتراف بأن هناك مشكلةً ما وتقصيراً من أحد أطراف جعله غير قادر على الصعود إلى منصات التتويج والسماح لبقية الأندية باللحاق بها والتساوي معه في عدد الألقاب في غضون بضعة سنوات فقط!
لكن، ما يمكن التأكيد عليه أن الفريق يعاني من بعض المشاكل التي تجعله غير قادر على مجاراة بقية الكبار والإخفاق في الوصول إلى نهائي البطولة التي يعتبر واحداً من أكثر الفرق تتويجاً بلقبها وينتهي به المطاف بالخروج في الأدوار الأولى!
الزعامة التي يرغبون في إستعادتها
الملكية يبدأ مشواره في البطولة في الموسم الجديد بمواجهة تايقر، اليوم، بملعب الزهرة، في إطار مباريات الدور الأول من النسخة الثالثة عشر من البطولة في وقتٍ يأمل فيه الكثيرون أن يكون النادي قد نجح في وضع يديه على أوجه القصور وعمل على معالجتها لتفادي تكرار إخفاقاته فيها في السنوات القليلة الماضية.
مؤكد أن الخروج من البطولة من الأدوار الأولى، أمام فريق يلعب في درجة أدنى منه، ولا ينافس على التتويج باللقب سيكون بمثابة كارثة جديدة وشيء مأساوي تماماً بالنسبة إلى الجميع في النادي بالنظر إلى الإستقرار الفني والإداري الكبير الذي يشهده ونجاحه في الإحتفاظ بلاعبيه الأساسيين والمهمين والمؤثرين وقيامه بتدعيم وتعزيز صفوفه بشكلٍ جيد هذا الموسم.
النجاح في الوصول إلى الدور ربع النهائي أو نصف النهائي، ربما، يكون مقبولاً بالنسبة إلى الكثيرون في الملكية بسبب الإبتعاد الطويل عن منصات التتويج وسباق المنافسة على الفوز بهذه البطولة بإعتبار أن المنافسة على التتويج بها تزداد صعوبةً وتعقيداً موسماً بعد الآخر!
بالطبع، الدور ربع النهائي أو نصف النهائي لا يعبر عن طموحات وتطلعات النادي وجماهيره بالقياس على المعطيات الراهنة، إلا أنه سيكون بمثابة شيء يمكن البناء عليه والعمل على إستغلال هذا الزخم من أجل التتويج باللقب في الموسم المقبل.
لكن، إنتهاء مشوار الفريق في البطولة في الأدوار الأولى سيكون بمثابة إخفاق جديد وتأكيد جديد على إبتعاد الملكية عن زعامته ومكانه الطبيعي كمنافس دائم على التتويج بالبطولات.