مغامرة نايل إيغل نمولي في النسخة الحادية عشر من بطولة كأس جنوب السودان العام أسدل عليها الستار بعد الخسارة من أمام المريخ بانتيو 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2 في مجموع المباراتين ليخرج الفريق من الدور الثاني من البطولة.
تلك المغامرة يبدو مؤكداً بأنها ستبقى عالقة في الأذهان طويلاً، خصوصاً عند الأخذ في الإعتبار المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها الفريق في البطولة.
ببساطة، الفريق كان قد بدأ مشواره في البطولة ولم يكن لديه ما يخسره إطلاقاً بعد الشكل الذي ظهر به في بطولة كأس جنوب السودان المحلي ونجاحه في الفوز على جبل كوتين الصعب والعنيد في توريت، إذ دفع ذلك الكثيرون في النادي للتفاؤل بقدرتهم على تحقيق شيء ما في البطولة وهو ما تحقق من خلال الوصول إلى الدور الثاني من البطولة والخروج بركلات الترجيح من أمام المريخ بانتيو.
نايل إيغل كان قد توج بطلاً لمسابقة كأس جنوب السودان المحلي في نمولي قبل أن يتخطى عقبة جبل كوتين توريت ويتأهل للمشاركة في بطولة كأس جنوب السودان العام والتي قدم فيها مستويات مبهرة للغاية وتخطى نظيره نيو نيشين مريدي في الدور التمهيدي والوحدة تركيكا في الدور الأول قبل نهايتها في مباراة دراماتيكية ومثيرة أمام المريخ في الدور الثاني.
نايل إيغل كان واحداً من الفرق القليلة التي ظهرت بمستويات قوية ومميزة للغاية طوال البطولة، إذ شهدت مبارياته إثارة كبيرة للغاية وكانت شاهدة على ظهور العديد من اللاعبين المميزين على غرار أوير يووت، سوبا فرانسيس، سوما موسيس، وغيرهم.
ذلك يمكن تعضيده من خلال الإشارة إلى الإثارة التي شهدتها مباراته أمام نيو نيشين، خصوصاً مباراة الإياب التي شهدت تحقيقه لفوز دراماتيكي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
الفريق كان يلعب بشكل قوي ومتماسك وكان واضحاً رغبتهم في تحقيق شيء ما في هذه البطولة من خلال مدى إصرارهم ورغبتهم في العمل كوحدة واحدة والتماسك والنهوض بعد كل إنكسار وإنتكاسة يتعرضون لها.
رغم الصعوبات والتحديات والمشاكل العديدة التي واجهها الفريق على كافة الأصعدة في البطولة، إلا أنه نجح في تجاوزها بنجاح دون أن يتسبب ذلك في زعزعة إستقراره ومنعه من تقديم مستويات قوية ومتميزة ومقنعة للغاية.
المفارقة، أن كل هذا حدث بعدما كان الكثيرون يتطلعون لرؤية الفريق ينجح في إستغلال هذا الزخم، البناء عليه، والإستفادة منه ليكون بمثابة بداية جديدة لرؤية الفريق بشكلٍ مختلف، بعدما إستعاد، بالفعل، توازنه، عاد إلى مساره الصحيح، وحقق نتائج إيجابية في الفترة الأخيرة.
مع ذلك، فإنه مع أزمة الغيابات التي عانى منها الفريق في مباراته أمام المريخ، قلة الخيارات التي كانت أمام مدربه، وإفتقاره للاعبين القادرين على تحمل المسؤولية بسبب إفتقادهم للخبرة، فإنه كان طبيعياً أن تتأرجح نتائج ومستويات الفريق في البطولة مع مرور الوقت ويعاني أمام المريخ قبل خروجه من أمامه بركلات الترجيح.
الواقع أن الكثيرون كانوا يرغبون في إستمرار مغامرة الفريق في البطولة ورؤيته إلى أي مدى يستطيع الذهاب وبخصوص إذا ما كان قادراً على الوصول إلى الدور نصف النهائي من عدمه بالقياس على المستويات القوية والمميزة التي ظهر بها.
الآن، ومع خروجه من البطولة، فإنه سيكون عليه التركيز على البطولة المحلية والعمل على التتويج منها على أمل الظفر بها والعودة للمشاركة في بطولة الدوري الوطني التي سيكونوا قادرين على تقديم وتحقيق شيء فيها بالقياس على الخبرة التي إكتسبوها من مشاركتهم في بطولة كأس جنوب السودان العام.