المريخ بانتيو.. بعيداً عن إبراهومة

189 مشاهدة

العودة من بعيد وقلب الطاولة على نايل سيتي وتحويل التأخر في النتيجة من الخسارة ٢-٠ إلى الفوز ٥-٢، العودة إلى المسار الصحيح وطريق الإنتصارات، تأكيد التفوق على نايل سيتي وتكرار الفوز عليه، الفوز على نايل سيتي ١٠ـ٣ في مجموع المباراتين، والإستمرار في سباق المنافسة على إنهاء الدوري الممتاز في المركز الثاني في جدول الترتيب.

المريخ بانتيو تحقق له كل ما أراده من مباراته أمام نايل سيتي في الجولة الخامسة والعشرون في بطولة دوري جنوب السودان الممتاز.

ولكن، الخروج بالنقاط الثلاث من المباراة كان بثمن غالٍ جداً، خصوصاً مع السيناريو الذي وجد الكثيرون من جماهير الفريق أنفسهم يتابعونه في الدقيقة ٥١ بتقدم نايل سيتي على المريخ بثنائية نظيفة!


****

بالطبع، هناك الكثير من الملاحظات التي يمكن إستنتاجها من المواجهة، إلا أن الملاحظة الأهم تتمثل في حقيقة معاناة المريخ من تقصٍ كبير في خط الدفاع والوسط!

المباراة جاءت لتؤكد واقع افتقار الفريق إلى العمق الكافي والمطلوب في قائمته بالنسبة إلى فريق كان يتطلع للمنافسة بجدية على التتويج بجميع المسابقات التي يشارك فيها في بداية الموسم.

نتحدث عن فريق يمتلك في قائمته لاعبين فقط في خط الدفاع من الذين يمكن الوثوق بهم والإعتماد عليهم!

فريق لا يمتلك في قائمته البدلاء القادرين على سد الفراغ الكبير الذي يخلفه غياب هذا الثنائي لأي سبب متعلق بالراحة، الإيقاف، الإصابة، وغيره!

فريق يمتلك في قائمته كاملةً ظهير أيسر واحد فقط وقد فقد موقعه في التشكيلة الأساسية بسبب التراجع الكبير في مستواه ولا يمتلك أي خياراتٍ أخرى!

فريق لا يمتلك في قائمته لاعب خط وسط مدافع يليق بنادٍ يرغب في المنافسة على التتويج بالبطولات!

فريق يمتلك جمهور متطلب ولا يدرك بأن المشكلة لم تكن، منذ الموسم الماضي، في هوية الشخص الذي يقف على الخط، بل تكمن في هوية الشخص المسؤول عن التعاقدات والذي إرتكب كل هذه الجرائم في حق الفريق!

فريق يرغب في المنافسة على التتويج بالبطولات وهو يفتقد إلى الإستقرار ويتعاقب على منصب المدير الفني ستة مدربين في موسم واحد!


****

لذا، قبل السؤال عن سبب خروج الفريق من سباق المنافسة على التتويج بلقب النسخة الأولى من بطولة دوري جنوب السودان الممتاز مبكراً، فإنه سيكون من الأفضل محاولة الإجابة عن سؤال مدى جدية مشروع الفريق وطموح الإدارة في الإستمرار فيه ومحاولة إعادة بناؤه من عدمه!

القائمة الحالية للفريق تم بناؤها بالكامل وفقاً لمرحلة معينة وقد إنتهت تلك المرحلة بتتويجه بالثنائية المحلية في بانتيو في الموسم الماضي، بالإضافة إلى وصافة كأس جنوب السودان الوطني والتتويج بلقب الدوري الوطني في الموسم الماضي والمشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم.

ما يعني، بالتالي، أن البناء لم يكن بغرض تحقيق النجاح على المدى الطويل والإستمرار على هذا النهج بقدر ما كان قصير المدى.

كل هذا، كان طبيعياً أن يُسفر عن وضع بائس وفريق يكافح من أجل تحقيق الإنتصارات ناهيك عن المنافسة على التتويج بالبطولات لسبب بسيط هو عدم فعالية وكفاءة طريقة التخطيط.


****

بالطبع، إحتياجات المريخ للعودة إلى مكانه الطبيعي كمنافس دائم على التتويج بالبطولات تعتبر واضحة تماماً، إذ يحتاج إلى عملية إعادة بناء تتمثل في ضرورة التخلص من عدد كبير من اللاعبين الفائضين عن الحاجة حالياً والذين ثبت عدم جدوى الإحتفاظ بهم.

بعدها، يأتي الجزء الأهم والمتمثل في ضرورة التعاقد مع ثمانية لاعبين على الأقل لديهم الجودة والقدرة على سد الفراغ الكبير الموجود في القائمة، إضافة العمق اللازم والمطلوب ليكون الفريق قادراً على مجاراة منافسيه.

نتحدث، هنا، عن ضرورة التعاقد مع ثنائي في قلب الدفاع قادر على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة وتخفيف العبء على الثنائي أتير توماس وعمر صالون.

بالإضافة إلى ثنائي آخر في مركز الظهير الأيسر، ظهير أيمن، حارس مرمى متمرس، وثنائي في مركز لاعب خط الوسط المدافع.

حينها، سيكون ممكناً مطالبة الفريق بضرورة المنافسة على التتويج بالبطولات، خصوصاً مع وجود إبراهومة الذي يعتبر قادراً على قيادة هذا المشروع لجني ثماره.

بدون التخطيط بشكلٍ جيد للموسم المقبل، فإن ما واجهه الفريق من صعوبات وتحديات هذا الموسم وخروجه مبكراً من سباق المنافسة على التتويج بالبطولات وخسارته لعددٍ كبير منها لصالح جاموس سيتكرر مجدداً.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: