حالة من الجدل والشكوك والتساؤلات والغموض تكتنف المشهد الرياضي في كواجوك بعد العديد من التطورات التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية بعد الخلاف الكبير الذي حدث بين الأندية ومسؤولو إتحاد الكرة حول إجراء قرعة مسابقة كأس جنوب السودان المحلي.
وترتب على ذلك الخلاف العديد من التطورات بإيقاف النشاط الرياضي إلى أجلٍ غير مسمى وإعتقال قادة بعض الأندية من قبل جهات مجهولة لمدة يومين قبل إطلاق سراحهم أبان مباراة شير ديت وأكوال أكويط في مسابقة كأس جنوب السودان المحلي.
ولم تتلقى الأندية أي تأكيدات أو توضيحات من قبل قادة الإتحاد العام والمحلي عن مصير النشاط الرياضي، وهو ما تسبب في حالةً من الغموض.
وكان قد صاحب إنطلاقة كأس جنوب السودان جدلٍ كبير بعدما شاركت ستة أندية فقط من أصل 19 في حفل إجراء القرعة قبل أن يتفاجأ الوسط الرياضي بإيقاف النشاط في وقتٍ لا تزال فيه الأندية تتساءل حول ما سيحدث بسبب ضبابية الموقف وعدم تسلمها خطابات رسمية توضح فيها الملابسات والأسباب التي أدت لإيقاف النشاط.
وحدث ذلك في وقتٍ تطالب فيه العديد من الأندية بإيقاف رئيس الإتحاد وتكوين لجنة لتقصي الحقائق وهو ما يفتح باباً للتكهنات حول مصير النشاط.
ولا يزال موقف الإتحاد غامضاً حتى الآن في ظل الفراغ الإداري الذي يشهده بسبب عدم تواجد الرئيس في المدينة ووتفرغ نائبه لأعماله الخاصة في وقتٍ يقوم فيه السكرتير بإلتزاماتٍ أخرى وتقدم أمين المال بإستقالته.
ونفى ألبينو كويك، الناطق الرسمي باسم الإتحاد العام لكرة القدم وممثل إتحاد كواجوك في الإتحاد العام، في حديث لـ«هاتريك٢٤» إيقاف النشاط الرياضي في كواجوك، واصفاً ما يحدث من الأندية بأنه جزء من مؤامرة تابعة للجميعة العمومية الماضية.
وإتهم بعض قادة الإتحاد العام السابق بالضلوع في الخلاف الذي يحدث في كواجوك، مضيفاً انهم قد عرفوا الكثير وما يدور خلف الكواليس خلال فترة تواجده هناك، مشيراً إلى أن الخلاف يعود إلى محاسبة الإتحاد لبعض الأندية التي لم تكمل مبارياتها في الموسم الماضي وهو ما تسبب في تطبيق القوانين واللوائح عليها والتي تنص على هبوطها إلى دوري الدرجة الثانية.
وأشار إلى ان الأوضاع قد إنفجرت بعد موافقة الإتحاد المحلي على مناقشة التقريرين المالي والإداري وقد تم ذلك بحضور وفد من الإتحاد العام وتم تقديم مقترحات لا تليق بالعمل الرياضي والقوانين التي تنظم اللعبة، كاشفاً عن رفضهم كل تلك المقترحات بسبب المصلحة العامة، مؤكداً على إستفادة بعض الأشخاص في الولاية مما يحدث في الإتحاد المحلي.
ونفى إصدار حكومة ولاية واراب قراراً يقضي بإيقاف النشاط الرياضي، كاشفاً عن وجود محادثات لهم مع الأندية والإتحاد المحلي من أجل رأب الصدع حتى لا يتطور الخلاف أكثر ويتضرر الإتحاد، مبدياً دهشته وإستغرابه من السبب الذي دفع الأندية لرفض مقترح تكوين لجنة لتقصي الحقائق مع أمين المال والسبب الذي يدفع بعض الأندية لإستمرار النشاط أو المشاركة في البطولات المحلية رغم موافقة وفد الإتحاد العام على مقترحاتهم.
وجدد إستغرابه من الضغوطات التي تقوم بها الأندية التي تمت معاقبتها بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، مناشداً الأندية بالعمل على تطوير اللعبة والإبتعاد كل ما يضر بها.
وقال جورجي قونق بول، ممثل الأندية المحلية وسكرتير نادي كواجوك، في حديث لـ«هاتريك٢٤» انهم قد تقدموا بخطابٍ رسمي إلى الإتحاد المحلي بتاريخ 20/فبراير الماضي يطالبون فيه بإقامة جمعية عمومية من أجل مناقشة التقريرين الإداري والمالي، كاشفاً عن تجاهل الإتحاد لذلك الخطاب.
وكشف عن قيامهم بكتابة خطاب جديد وإرساله إلى الإتحاد في شهر أبريل وقد تم تجاهله مجدداً، مضيفاً انهم قد تفاجأو بخطاب بعثه الإتحاد المحلي إلى الأندية في الرابع عشر من شهر سبتمبر الماضي يدعو فيه لإقامة جمعية عمومية وإجراء قرعة كأس جنوب السودان المحلي وملء المقاعد الشاغرة في مجلس إدارة الإتحاد ومنحهم فترة وجيزة للغاية من أجل إجازة التقريرين.
وأشار إلى انهم قد رفضوا كل تلك المقترحات بسبب عدم قيام الإتحاد بعقد أي جمعية عمومية خلال عامين من أجل تنويرهم، كاشفاً على مطالبتهم بعقد إجتماع طاريء بين الأطراف الثلاثة: الإتحاد، الأندية، ووزارة الشباب والرياضة الولائية وهو ما تمت مقابلته بالرفض بسبب عدم دعوة أي وفدٍ من الإتحاد العام، مضيفاً ان وفد الإتحاد قد وصل إلى المدينة في الـ24 من سبتمبر بقيادة ألبينو كويك وروبرت زكريا وقد أكدوا لهم إقامة جمعية عمومية من أجل ملء الفراغ الموجود في مجلس الإدارة، إجراء قرعة كأس جنوب السودان المحلي، وتكوين لجنة لتقصي الحقائق.
وأوضح بانهم لم يشهدوا حدوث أي تغيير وان الأمور سارت كما توقعوا بحدوث مضايقات أمنية والمطالبة بتواجد أعضاء الجمعية العمومية الذين صوتوا خلال الجمعية العمومية التي أقيمت من أجل إنتخاب مجلس إدارة جديد بقيادة لينو مجوك، مبدياً دهشته وإستغرابه من إمكانية حدوث ذلك في ظل التغييرات العديدة التي شهدتها الأندية في الفترة الأخيرة.
وكشف جورجي عن رفضهم لذلك المقترح قبل أن يتفاجأوا بإجراء قرعة كأس جنوب السودان المحلي بمشاركة ستة أندية فقط من أصل 19، موضحاً انهم لم يفعلوا أي شيء يؤدي إلى إيقاف النشاط الرياضي، مضيفاً انهم قد ذهبوا إلى ملعب المباراة من أجل حضور مباراة الإفتتاح بعد القبول بإقامة البطولة بمشاركة ستة أندية فقط قبل أن تتم مضايقته من قبل بعض أفراد الشرطة والقبض عليهم بتاريخ الرابع عشر من شهر أكتوبر الجاري.
وأشار إلى انهم قد تفاجأوا برفض أي جهة تحمل مسؤولية القبض عليهم بسبب عدم وجود أي خطاب أو أوامر بالقبض عليهم، مبدياً دهشته وإستغرابه من التطور الذي حدث بعد إعتقاله بإيقاف النشاط دون وجود أي مبررات أو خطاب يوضح الأسباب التي أدت إلى ذلك، مناشداً مجلس إدارة الإتحاد العام بالتدخل من أجل رأب الصدع وإيجاد حل للخلاف.
وقال القطب الرياضي جوزيف أميت، في حديث لـ«هاتريك٢٤» انه كان يتوقع حدوث الخلاف بين الإتحاد والأندية في كواجوك بسبب عدم إقامة أي جمعية عمومية في عامين، واصفاً ذلك بالأمر المؤسف من قبل المسؤولين عن المنشط في المنطقة.
وأعرب عن إمتعاضه وإستياؤه الشديد من عملية الإعتقال التي حدثت لقادة الأندية رغم انهم يقومون بالصرف على الأندية وتسيير النشاط من أموالهم الخاصة وفي ظل وجود قوانين ولوائح تنظم اللعبة، مطالباً بضرورة تهدئة الأجواء والعمل على إيجاد حل للخلاف، مناشداً الإتحاد العام بدراسة الوضع جيداً والتدخل بسبب الجدل الذي يدور حول وجود فساد إداري ومالي في ظل مطالبة الأندية بإيقاف رئيس الإتحاد وتكوين لجنة لتقصي الحقائق.
ووصف أي خطوة محتملة لإيقاف النشاط الرياضي بأنها لن تكون في المصلحة العامة، مطالباً الإتحاد العام بالتدخل بشكلٍ مباشر دون النظر إلى أي مصالح أخرى للأفراد، مؤكداً ان الخلاف قد أدخل الإتحاد المحلي في حرج كبير، مضيفاً ان عدم إجازة التقريرين يعود إلى عدم معرفة الأندية بالطريقة التي تم بها صرف الأموال التي قام الإتحاد العام بدعم الإتحاد المحلي بها.
وكشف عن وجود إتهامات من قبل أعضاء الجمعية العمويمة بعمل وفد الإتحاد العام لصالح الإتحاد المحلي، مشيراً إلى وضوح تحركات الأندية في ظل سعيها للإطاحة بمجلس إدارة الإتحاد المحلي، مؤكداً ان كل ذلك قد يؤدي لتعقيد الموقف أكثر وزيادة رقعة الخلاف في ظل إيقاف النشاط دون وجود أي خطاب رسمي من أي جهة.
وأكد لونقار ملوال أيويل، سكرتير إتحاد كواجوك المحلي لكرة القدم، في حديث لـ«هاتريك٢٤» عن إنفاجر الخلاف بين الطرفين بسبب إصدار الإتحاد قراراً يقضي بهبوط الجنوبي وفراسكو إلى دوري الدرجة الثانية، مبرراً ذلك بسبب عدم معرفة قادة الأندية بالقوانين التي تنظم العمل، مشيراً إلى ان الخلاف كان قد بدأ بعد إنسحاب الفريقين ورفضهما إكمال دوري الدرجة الأولى المحلي وهو ما ترتب عليه هبوطهما إلى درجةً أدنى وفقاً للقوانين.
وأوضح بأن قادة الفريقين قد عملوا على تحريض بقية الأندية ضد مجلس ادارته خلال الموسمين الماضيين، كاشفاً عن إعتيادهم على بدء الخلاف قبل بداية كل موسم، مشيراً إلى ان قرار إيقاف النشاط الرياضي قد جاء بقرار من حكومة الولاية بسبب الفوضى التي كانت قد حدثت في ملعب الحرية في إفتتاح كأس جنوب السودان المحلي بين شير ديت وأكوال أكويط أمام أنظار بعض المسؤولين الرياضيين والحكوميين.
ووصف لونقار قرار إيقاف النشاط بغير الصحيح في ظل موافقة بعض الأندية على المشاركة في مسابقة الكأس، مضيفاً انه كان ينبغي حل الخلاف بين الإتحاد والأندية وفقاً للقوانين التي تنظم اللعبة بدلاً من إيقاف النشاط، مناشداً الحكومة بعدم التدخل وتركهم يقومون بحل خلافاتهم لوحدهم.
وكشف عن تلقيهم خطاباً رسمياً من وزارة الشباب والرياضة بشأن إيقاف النشاط وإغلاق مكاتب الإتحاد وتسليم المفاتيح للوزارة، مشيراً إلى قيامهم بمخاطبة الإتحاد العام وإخطاره بما حدث.
وأكد على عدم وضوح بعض الأشياء التي تحدث داخل إتحادهم، داعياً الجميع للإنتباه لمثل تلك التصرفات التي قد تعيق العمل الرياضي في المنطقة، مشيراً إلى انه سيبدأ النقاش حول هذه الأشياء في الجمعية العمومية القادمة من أجل تفادي حدوثها في المستقبل.