السلام سيبدأ موسمه الجديد بمواجهة صعبة للغاية ضد فريق أنغيل بالاس، اليوم، بملعب الحرية، في إفتتاح بطولة كأس جنوب السودان المحلي في بور لموسم 2023/24 في وقتٍ سيتطلع فيه الكثيرون لرؤية الطريقة التي سيبدأ بها السلام موسمه الجديد، خصوصاً بعد هيمنته على البطولات المحلية في الموسم الماضي.
الواقع أن الجميع سيتطلع لرؤية إذا ما كان الفريق قوياً بما يكفي وقادراً على تكرار سلسلة نجاحاته وإنجازاته التاريخية التي حققها في الموسم الماضي بعدما جمع بين ثنائية الدوري والكأس في بور وبطولة دوري جنوب السودان الوطني.
البطل الذي سيسعى الجميع لإسقاطه عن العرش
صحيح أن السلام سيبدأ موسمه الجديد بمواجهة أنغيل بالاس. مع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أن السلام لن يلعب ضد خصمه أنغيل بالاس فحسب، بل ضد الجميع بدايةً من الظروف والخصوم بسبب أن الكثيرون سيتطلعون لإنهاء هيمنته على البطولات المحلية في بور في الموسم الماضي.
كل المعطيات الراهنة تشير إلى أن الفرق الأخرى المتنافسة ستعمل على إيجاد حلول ناجعة من أجل إسقاط السلام عن العرش ومنعه من تكرار الموسم الماضي التاريخي.
بعبارةً أو بأخرى، فإنه يمكن القول بأن جميع الفرق ستقف صفاً واحداً، تتوحد، تتعاون، تبذل قصارى جهدها، وتفعل كل شيء من أجل إيقاف السلام بسبب ما فعله في الموسم الماضي ولا يبدو بأن هناك دافع وحافز أكبر من هذا سيدفعها لتقديم أقوى وأفضل مستوياتها أمامه.
لذا، فإنه يبدو واضحاً بأن مهمته هذا الموسم من أجل الدفاع عن ألقابه، عرشه، تحقيق الإنتصار في المباريات، والمنافسة على التتويج بالبطولات المحلية ستكون أكثر صعوبةً وتعقيداً.
الفريق سيختبر موسماً صعباً للغاية على كافة الأصعدة وبكل المقاييس وهو شيء سيتطلب من الجميع في النادي بذل قصارى جهدهم والحرص على عدم إرتكاب الأخطاء.
الموسم الذي لن ينساه أحد في بور
الموسم الماضي كان تاريخياً وإستثنائياً ومميزاً للغاية على كافة الأصعدة والمستويات بالنسبة إلى السلام ولا يبدو بأن هناك أحداً في بور سينساه إطلاقاً بسبب أنه سيبقى خالداً في الأذهان لفترة طويلة في ظل ما حققه النادي في الموسم الماضي.
رحلة صعود الفريق الإستثنائية من غياهب الدرجة الثانية إلى القمة في بور وجنوب السودان في الموسم الماضي تعتبر بمثابة إستثناءً وحدثاً تاريخياً وفريداً للغاية بسبب أنه لم ينجح أي فريق من قبل إطلاقاً في تحقيق شيء مماثل.
بالطبع، يصعب تصديق حقيقة أن الفريق قد نجح في التتويج بثنائية الدوري والكأس في بور ودوري جنوب السودان الوطني بعد عودته إلى دوري الأضواء في عام 2021!
الواقع أن السلام بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في الموسم الماضي أصبح يتم التعامل معه بشكل مختلف ويتم تأريخ حقبته ما قبل وما بعد عام 2021، إذ لم يكتفي بكتابة التاريخ والتفوق على جميع أندية بور فحسب بعدما أصبح ثالث فريق يجمع بين ثنائية الدوري والكأس بعد كوريوم وسوبر ستارز، بل من خلال نجاحه في التتويج بلقب دوري جنوب السودان الوطني للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ أندية بور طوال مشاركاتها في هذه البطولة!
كل هذه الألقاب والنجاحات والإنجازات حققها الفريق للمرة الأولى في تاريخه في موسم كان إستثنائياً وتاريخياً للغاية بسبب المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية طوال الموسم.
فقط، يكفي الإشارة إلى الطريقة المميزة التي نجح بها في التتويج بهذه الألقاب بعدما إكتسح، منافسه المباشر على لقب الدوري، سوبر ستارز برباعية نظيفة في الجولة الأخيرة من البطولة في وقتٍ كان فيه الأخير قد دخل المباراة بإعتباره الطرف الأقوى والأفضل والمرشح الأوفر حظاً للتتويج باللقب بسبب أنه كان يمتلك أفضلية عليه تتمثل في حاجته للفوز أو التعادل من أجل التتويج باللقب.
ذات الأمر حدث، أيضاً، في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في بور في الموسم الماضي، بعدما تغلب على الجزيرة بثلاثية نظيفة في النهائي، في وقتس لا يمكن فيه تناسي الطريقة المميزة التي نجح بها في التتويج بلقب دوري جنوب السودان الوطني في وقتٍ لم يكن فيه مرشحاً بقوة من أجل التتويج باللقب قبل إنطلاقة البطولة!
الضربة التي لا تقتلك تقويك
وسط كل هذا، فإنه سيكون على الجميع في الفريق إيجاد طريقةً لتناسي خيبة الأمل والظروف الصعبة والقاسية التي كان قد واجهها النادي بعد إنسحابه من المشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا لهذا الموسم بسبب معاناته من ظروف مالية.
السلام سيكون عليه إستعمال هذا الأمر كحافز ودافع وتفريغ كل الطاقة السلبية والغضب فوق أرضية الملعب وإستخدامه من أجل تحقيق الإنتصارات على الخصوم للعودة بشكل أقوى وأفضل وتجهيز نفسه للدفاع عن ألقابه بنجاح وتكريس هيمنته على تلك البطولات.
الإنسحاب لا ينبغي أن يعني نهاية كل شيء وإنهيار الفريق إطلاقاً، بل ينبغي أن يكون بمثابة تمهيداً لبداية حقبة تاريخية جديدة في النادي زاخرة بالنجاحات والإنجازات، بالإضافة إلى التعلم من هذا الدرس وتفادي تكرار الأخطاء التي أدت إلى الإنسحاب من المشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
تكريس الهيمنة
بالطبع، يبدو صعباً حقاً معرفة إذا ما كان السلام قادراً على تكرار ذات النجاحات والإنجازات الكبيرة والتاريخية التي كان حققها في الموسم الماضي بسبب رغبة الخصوم في إسقاطه عن عرشه هذا الموسم!
لكن، كل ما يمكن التأكيد عليه أن الفريق يمتلك كل القدرات والإمكانيات التي تجعله قادراً على تكريس هيمنته على البطولات المحلية في بور لموسم آخر والإحتفاظ بألقابه، خصوصاً أنه يسبق جميع الأندية بعدة خطوات في وقتٍ يعتبر فيه أفضل حالاً من الناحية المالية من الكثير من الأندية.
أكثر من هذا، أن الفريق يبدو مستقراً تماماً من كافة الأصعدة بعدما نجح في تعزيز وتدعيم صفوفه بشكل جيد في فترة الإنتقالات الرئيسية الماضية وقام بالتجديد لنجومه الذين كانت قد إنتهت عقوداتهم معه بعد نهاية الموسم الماضي وإحتفظ بمدربه وصناع إنجاز الموسم الماضي.
كل هذا، لا يعني بأن طريق الفريق من أجل تكرار إنجازات الموسم الماضي سيكون سهلاً ومفروشاً بالحرير بسبب أنه سيواجه صعوبات وتحديات أكبر وأكثر، إلا أنه يسبق جميع الأندية بعدة خطوات ويدخل الموسم الجديد بإعتباره مرشح فوق العادة للتتويج بجميع البطولات المحلية مجدداً.