يملك النجم الكبير توماس تونق ما يكفيه لكي يصبح الرقم الصعب الذي يصنع كل الفوارق في قائمة المريخ، هكذا قال عنه الجميع قبل إنضمامه، أما بعد الانضمام فها هي المعطيات المسجلة على أرض الواقع تأتي لتؤكد أن ابن المريخ واو، والغزالة، فالهلال في غرب بحر الغزال قيمة فنية كبيرة ستفيد المريخ ومسيرته المستقبلية وستنعكس على خط هجومه بما يشكل الرعب لدى الخصوم.
ها هو توماس يقود المريخ للتتويج ببطولة كأس جنوب القومي.
تونق عرفناه مع الغزالة واو هدافاً بارعاً، وعرفناه في الهلال نجماً فذاً وخطيراً على أي دفاع يجابهه، وإذا ما كانت بدايته مع المريخ واو مفرحة، ففي إعتقادي أن تلك البداية التي ظهر لنا بها السفاح تونق لن تكون إلا مقدمة في مشوار نجومية قادمة ستكلل بكل أنواع التميز والرقي والنجاح.
المهاجم الهداف أو من نقول إنه يشكل الرقم الصعب في منطقة الجزاء هو في حاضر المرحلة بمثابة العملة النادرة التي يصعب توفرها بسهولة، وتوماس تونق أراه في هذا السياق العملة النادرة والثمينة التي نجح المريخ جوبا في الحصول عليها في الوقت المناسب.
هذا الهداف البارع تعجبني فيه إبتسامته الدائمة، فهي قاتلة للخصم، وقوة دافعة لأقدامه كي ترى بوضوح طريق الشباك، وبالتالي فالمريخ هو المحظوظ بتوماس، كما أن توماس نفسه هو المحظوظ بإرتداء شعار هذا النادي العريق، وبتلك الجماهيرية التي تحيطه.
بالتوفيق تونق والأمل في أن تكون أكثر إبداعاً وتقدم للمنتخب عصارة ما يحمله تاريخك الجميل مع كرة القدم من إبداع، وتألق، ومهارة. فالفوز بهداف البطولة قد لا يصل الحد الذي نقيس به الفوارق بين المريخ والمنتخب، لكنني برغم ذلك، أراها نتاجاً إيجابياً يصل حد الإقتناع بمقولة (هي جرس إنذار لبقية المهاجمين في المنتخب).
مؤكد أن كأس جنوب السودان لن تكون مثل مباريات المنتخبات، ومؤكد أكثر أن منتخب الكونغو، وهو الخصم القادم للمنتخب، ليس كالفرق المحلية.
نعم هو كذلك، فالمطلوب منك الآن هو أن لا تخيب ظن الجميع فيك، أكيد لا نريد أن نضغط عليك في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها المنتخب، لكن نتمنى أن تكون على قدر التحدي بهذه المهمة الوطنية، لأنه هو حلم كل لاعب كرة القدم، فإرتداء شعار المنتخب كان حلمك منذ زمن ليس بالقريب.
