كان، يوم أمس، حافلاً بالكثير من النشاط والحراك بالنسبة إلى نادي جاموس بعدما سجل حضوره الأول في مكاتب إتحاد جوبا بدخوله فترة الإنتقالات الرئيسية الراهنة بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين دفعة واحدة والتجديد لأحد نجومه.
هذا الحدث لم يكن عادياً إطلاقاً، خصوصاً أنه شهد تواجد رئيس نادي جاموس مهند أحمد، المدير الفني جون ألير «جونقو»، ونجم الفريق ومنتخب جنوب السودان تحت 23 عام يوحنا فاولينو «سيسي» وهو ما كان كافياً لإنهاء الكثير من الجدل، الشكوك، التكهنات، والتساؤلات التي كانت قد أثيرت بخصوص مستقبل عائلة جاموس طوال الأيام القليلة الماضية.
«العائلة» التي لا تزال متماسكة ومترابطة
عدم ظهور نادي جاموس في مكاتب الإتحاد طوال الأيام القليلة الماضية من أجل تعزيز وتدعيم صفوفه في فترة الإنتقالات الراهنة كان كافياً لتغذية الشائعات التي كانت تدور حول المستقبل الضبابي وعدم وضوح الرؤية في النادي ونهاية مشروعه الطموح في ظل تناقل وتداول أخبار عن تقدم رئيسه بإستقالته من منصبه وربط مدربه بالرحيل عنه وتولي مسؤولية تدريب نادٍ آخر في ظل العروض المغرية التي كانت قد وصلته!
لكن، هذا الحدث جاء لينهي كل ذلك الجدل وأي شكوك أخرى حول مستقبل النادي، خصوصاً في ظل مشهد الترابط والتماسك الكبير بين جميع الأفراد الذي بدا واضحاً للغاية في الصور المنشورة من لحظة التوقيع مع اللاعبين أمس.
«القبطان» آخر من يقفز من السفينة الغارقة
كان بإمكان النادي تكليف شخص آخر من الضباط الأربعة للقيام بالمهمة وحضور لحظة التوقيع مع اللاعبين الثلاث الجدد بقيادة بومبو وحسن إسماعيل وسليمان والتجديد لنجم الفريق إزبون معليش إلا أن الأمر كان سيزيد من حدة التساؤلات، يعزز الشكوك، الشائعات، والجدل الدائر حول مستقبل النادي في ظل الحديث عن تقدم رئيس النادي بإستقالته من منصبه.
لكن، حضور مهند أحمد بصورة شخصية كان بمثابة رسالة مثالية لدحض كل تلك الشكوك والشائعات ووضع حداً لها في توقيت مناسب للغاية، خصوصاً أن الفريق يعتبر مقبلاً على موسم إستثنائي وتنافسي مثير يرغب فيه في تحقيق أهدافه الطموحة والإستمرار في مشروعه الكبير.
صحيح أن مهند كان قد إعتاد على التواجد في مكاتب الإتحاد عند التوقيع مع أي لاعب جديد ينضم إلى جاموس، إلا أن حضوره، يوم أمس، كان مهماً للغاية لإيقاف تلك الشائعات وتوطيد دعائم الإستقرار في النادي وإبعاده عن أي أحاديث سلبية في هذا التوقيت الحساس.
هذا كان بمثابة تأكيداً على رغبته في الإستمرار والتواجد مع النادي للعام الثامن على التوالي ورغبته في تحقيق أهداف وتطلعات الجميع في الفريق، بالإضافة إلى التأكيد على أنه لا يزال مستمراً في دعم النادي بقوة وأن القبطان آخر من يقفز من السفينة الغارقة!
حجر الأساس في النجاحات
جميع المحاولات التي قام بها الكثيرون في الأيام القليلة الماضية من خلال ربط جونقو بالرحيل عن النادي وتداول شائعات وأخبار عن إقترابه من تولي مسؤولية تدريب أحد أندية القمة في جوبا بعد مرور أيام قليلة فقط على تسلمه شهادة رخصة التدريب الأفريقية «سي» تبدو سخيفة ورخيصة تماماً!
بالنظر إلى التوقيت الذي أثيرت فيه هذه الشائعات وتداولها على نطاق واسع في الوسط الرياضي في جوبا في ظل إنشغال النادي بتعزيز وتدعيم صفوفه في فترة الإنتقالات الرئيسية الراهنة، التخطيط لإنطلاقة الموسم الرياضي التنافسي الجديد في جوبا، والتركيز على توفير كل إحتياجات الفريق من أجل تحقيق أهدافه وتطلعاته في الموسم الجديد، فإنه يمكن الإستنتاج بأن الهدف من هذه المحاولات الرخيصة كان ضرب إستقرار الفريق وتشتيت تركيزه!
جونقو لا يعتبر بمثابة المدير الفني للفريق فحسب، بل أنه يعتبر ثاني أهم شخص في النادي بعد الرئيس وقد لعب دوراً رئيسياً ومحورياً ومهماً للغاية في النجاحات والإنجازات الكبيرة التي حققها جاموس في السنوات القليلة الماضية من خلال قيادته للتتويج بلقب بطولة دوري الدرجة الثالثة المحلي في جوبا، الصعود إلى دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا، الوصول إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا في الموسم الماضي، يصبح واحداً من أكبر الأندية التي يضع لها الآخرون حساباً، وأن يصبح وجهة مفضلة لنجوم المنتخبات الوطنية.
لذا، كان ظهوره في مكاتب الإتحاد، أمس، بمثابة إجابة قاطعة على إستمراره مع النادي ورغبته في إكمال المشروع الطموح الذي يعمل عليه.
المشروع مستمر
كل هذا، يبدو بمثابة تأكيداً على أن المشروع الطموح في نادي جاموس لا يزال مستمراً وأنه يشهد تقدماً ملحوظاً، خصوصاً مع نجاح النادي في الإحتفاظ بواحد من أكثر اللاعبين الموهوبين والمميزين والمطلوبين في أندية القمة والتجديد له.
هذا يضاف إليه حقيقة أن النادي لا يزال يعمل على التقدم إلى الأمام من خلال سد الثغرات والنواقص الموجودة في قائمته من خلال رفع مستوى الجودة في عناصره وإضافة العمق اللازم والمطلوب من أجل الذهاب بعيداً في سباق المنافسة على التتويج بجميع المسابقات التي يشارك يها هذا الموسم.
