بطولة كأس سوبر جنوب السودان الوطني تأتي في وقتٍ يبدو فيه فريقي السلام بور والمريخ في أشد الحاجة إلى شيء يتناسى ويتجاوز به الفريقان خيبة الأمل الأفريقية.
مع ذلك، فإنه من المؤسف القول بأن أحدهما سينجح في تجاوز أحزانه وإخفاقاته الأفريقية على حساب الآخر من خلال التتويج بلقب كأس السوبر.
تداعيات الإخفاق الأفريقي
الآمال المعقودة على المشاركة في البطولات الأفريقية كانت كبيرة للغاية بالنسبة إلى فريقي السلام والمريخ بسبب ما كان سيعنيه ذلك، خصوصاً الأول بدرجة أكبر بسبب أنها كانت ستمثل الظهور الأول له على الإطلاق في البطولات الأفريقية حتى مع إدراك الجميع بأن حظوظه في تجاوز الهلال السوداني في الدور التمهيدي والتأهل إلى الدور الثاني في بطولة دوري أبطال أفريقيا لهذا الموسم كانت تعتبر ضئيلة للغاية.
خيبة الأمل التي أصابت الكثير من المنتمين إلى نادي السلام كانت كبيرة للغاية وهو ما بدا واضحاً في المؤتمر الصحفي الذي كان قد عقده النادي من أجل الإعلان عن إنسحابه من المشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
بالمثل، فإن الطريقة التي خرج بها المريخ من بطولة كأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكونفدرالية» من الدور الثاني لا تزال أصدائها قائمة بسبب خيبة الأمل من الطريقة التي خرج بها الفريق من البطولة في وقتٍ كان قد نجح فيه في كتابة التاريخ من خلال التأهل إلى الدور في مشاركته التاريخية الثانية فيها.
بالطبع، من الصعب القول بأن المريخ كان سينجح في تخطي عقبة فريق أكاديمية لوبيتو الأنغولي والفوز عليه في ملعبه وأمامه جماهيره والتأهل إلى دور المجموعات على حسابه، إلا أنه يمكن التأكيد على أن وضع المريخ كان سيختلف تماماً لولا الطريقة التي تعامل بها الخصم والإتحاد الأنغولي مع نادي المريخ.
كل هذا، يجعل من بطولة كأس السوبر بمثابة فرصة مثالية للغاية بالنسبة إلى الفريقين لتجاوز تداعيات خيبة الأمل الأفريقية والتأكيد على تجاوزها وإثبات أنها قد أصبحت من الماضي تماماً وأن التركيز ينصب على الحاضر والمستقبل والمضي قدماً.
بداية لحقبة جديدة
يبدو مؤكداً بأن الوضع، قبل وبعد، كأس السوبر سيكون مختلفاً تماماً إذا ما أخذنا في الإعتبار المعطيات الماثلة، إذ سيكون هذا بمثابة الإعلان عن بداية لحقبة جديدة في تاريخ الناديين عنوانها تأكيد الرغبة في الإستمرار في كتابة التاريخ والصعود إلى منصات التتويج من خلال المنافسة على البطولات هذا الموسم.
الواقع أن النجاح في التتويج بلقب كأس سوبر جنوب السودان الوطني سيكون كافياً لتعزيز مكانة الفائز كواحد من أفضل الأندية في جنوب السودان حالياً، تأكيد على نجاح المشروع الذي يسير فيه، ضمان على نجاح الخطة والإستراتيجية التي يسير بها، وخطوة للإستمرار في جني ثمار مشروعه الطموح.
كل هذا مع عدم تناسي حقيقة أنه سيؤكد على نجاح النادي بأكمله بدايةً من الإدارة، الجهاز الفني، اللاعبين، والأنصار وأنهم يحتاجون إلى البناء على هذا المشروع وأنه لا ينقصه الكثير من أجل الإستمرار في تأكيد هيمنته على البطولات المحلية والقومية.
الزخم
بالطبع، ليست هناك دفعة معنوية أكبر من التي يحصل عليها الفريق حينما يفوز بلقب ما، فالزخم والدافع والحافز الكبير الذي سيحصل عليه يعتبر كبيراً ويدوم لفترة طويلة.
النجاح في التتويج باللقب سيعطي الفائز دفعة معنوية وزخماً ودافعاً كبيراً سيكون بحاجة إلى إستثماره بأفضل طريقةً ممكنة من خلال البناء عليه وإستغلاله من أجل المضي قدماً لتحقيق نجاحات وإنجازات أكبر في مختلف المسابقات هذا الموسم.
الفوز سيترتب عليه إرثاء دعائم الإستقرار والرغبة في الإستمرار في طريق النجاحات والإنجازات والعمل بشكل أكبر من أجل المحافظة على هذه المكانة.