بعد هزيمة منتخبنا الأول، دعونا نغلق الصفحة ونبدأ في مواجهة المشكلة التي ستتكرر قريباً في ظل غياب الدعم الحكومي لمنتخباتنا الوطنية، نغلق ملفاً لنفتح آخر عن الإستعدادات لبطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة التي تستضيفها الجزائر في العام الحالي والتي تنطلق قريباً بمشاركة أقوى منتخبات القارة السمراء بمجموعاتها الثلاث الأولى: الجزائر، السنغال، الكونغو، والصومال.
الثانية: نيجيريا، زامبيا، المغرب، وجنوب أفريقيا.
الثالثة: الكاميرون، مالي، جنوب السودان، وبوركينا فاسو .
من الآن بدأ يحاصرنا موعد إنطلاقة بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة التي ستستضيفها الجزائر وستقام في الفترة ما بين 29 أبريل و19 مايو 2023.
بحلول ذلك التاريخ، الذي هو ليس ببعيد، ينتظر منتخبنا للناشئين ذات المشكلات التي تتمركز في الإمكانيات المادية، وتبقي التساؤلات عن ماهية الطرق المناسبة لتجنب هذه المعضلة ؟ وما هو دور المجتمع الرياضي والسرة الرياضية أصحاب الشان من إعلاميون ورجال الأعمال وما مدى الإسهام الذي يمكن أن تسهم به هذه الفئة في تسهيل رحلة و طريق منتخبنا الوطني بالبطولة، مع العلم ان منتخبنا الوطني للناشئين لم يبدأ معسكره الإعدادي حتى الآن لعدم توفر الميزانية.
في طريقنا للبحث عن الحل في التخلص من تراكمات ومعضلات ثابتة، يتأكد للجميع ان قضية منتخباتنا معكوسة واختلط فيها الحابل بالنابل حيث ان الإتحادات الوطنية التي تنشط لا تمد منتخباتها بتذاكر الطائرات وغير مسؤولة عن إقامتهم ولا تغطية معاشهم أو تغطية مصروفات المعسكر من الناحية المالية، وإنما الفنية، وقد تبين للجميع تبعيات غياب مسؤوليات الحكومة عبر وزارة الشباب والرياضة في دعم القطاع الرياضي.
لم نعد نعرف هل أصحاب تلك الإبتسامات “المصطنعة” الذين يتحدثون عن دعم المنتخب مساءً هم أنفسهم الذين ينسون أن المنتخب يحتاج للمزيد من الدعم والرعاية، وبرغم ذلك يتنكرون له في الصباح.
اختلفت المقاييس حول إتحاد الكرة والمنتخبات الوطنية التي تعيش وحدها في متاهات صعبة في ظل النسيان الحكومي، فبين كل الدول نحن الوحيدون الذين يجب أن يلازمنا الشعور كأننا نمثل بلاداً آخرى.
منتخباتنا تشعر بالغربة في أرض الوطن، فالمعسكرات تبدأ ويمكن وصفها انها تبدأ بالدعوات فقط، النجوم الساطعة التي تعاني “الجور” قبل شراسة المنافسات الدولية دائماً عليها أن تقابل بالنكران.
في عدة مرات سابقة، تسافر النجوم الساطعة غريبةً عن هذا التراب حاملةً كأس الآلم بالإهمال. في كل رحلة لهذا المنتخب، كل شيء ضده: الشوارع لا تحتفي، الإعلام لا يتغنى أو حتي يتمنى.
الكل يسكت عن الإجابة عن سؤال: لماذا لا يلقي منتخبنا الوطني الإهتمام اللازم الذي يعتبر من صلب مسؤوليات الدولة ممثلةً في وزارة الشباب والرياضة؟ لماذا؟، لماذا لا يتم وضع الإعتبار لكل هذا الولاء الذي يظهره اللاعبين، المتمثل في حماسهم وغيرتهم، وقدرتهم لتمثيل الشعار الذي يرتدونه؟
الآن بات مطلوباً القبض على من أوصل المشجع البسيط المحب لمنتخب بلاده إلى متفرج عادي، لا تهمه النتيجة ولا يحزن للخسارة أو يتفاعل مع الفرح، منذ تأسيس الإتحاد حتى الآن؟
شهر وبعدها يعود المنتخب الوطني في مهمتين، الأولى للناشئين أمام المنتخبات المشاركة بكأس الأمم الأفريقية بالجزائر في أبريل القادم، والثانية في المراحل الأخيرة من تصفيات الأمم الأفريقية، فمن أقسى أنواع الظلم أن تشعر أن من يفترض فيه أن يكون داعمك هو من يقف في طريقك.
النجوم الساطعة حزينة، محاصرة بالهموم، تعيش في مرمى السهام كل مرة من الذين يعلمون بالتقصير والذين لا يعلمون، من يكررون مطالباتهم بدعم المنتخب مساءً في برامجهم وأمام كاميرات التلفزيون و يرمون كذباً بالوقوف معه، هم من يؤلبون الجماهير ضده ويعززون الفرقة ويدعمون توجهات الخلاف سراً، إن أردتم التأكد عودوا إلى أزمات إفتقاد هذا المنتخب للدعم والميزانية المخصصة لها.
قريباً تبدأ مهمة الأمم للصغار وأرجو أن، تتابعوه، أدعموه ولو بالصمت.
منتخباتنا لم تعد تريد مؤازرة كما يفعل غيرنا مع منتخباتهم. ولكن تبحث عن الحد الأدنى من الدعم، وهو ألا نجتر مشاكل الخلافات الداخلية وألوانها إلى أرض الملعب ومنابر الإعلام، ولا نريد أن يخرج علينا من يتباكى على المنتخب وهو الذي طعنه في خاصرته.
نريد هدنة فقط لأننا نعرف أن الحرب لن تنتهي.
الكاذبون والمتلونون وأصحاب المصالح ومن ينفخ تحت الرماد وأصحاب المنابر المباعة. دائماً ينتظرون كل عثرة لمنتخبنا اللهم ردهم خائبين.
إلى أن نلتقي قولو أمين.
حمدا علي سلامة منتخبنا الوطني ورمضان كريم