أكثر ما نحتاج إلى إدراكه جيداً قبل إنطلاقة بطولة شرق ووسط افريقيا للمنتخبات تحت 20 عام هو الحذر، إذ نحتاج إلى الحذر من الإفراط في التفاؤل لأننا قد ندفع ثمن ذلك غالياً إذا دخل منتخب جنوب السودان البطولة بذلك الشكل.
لا ينبغي أن ننتظر الكثير من المنتخب ورؤيته ينجح في تحقيق معجزة مماثلة لما حققه منتخب جنوب السودان تحت 17 بالوصول إلى نهائي سيكافا والتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
ينبغي أن ننسى ذلك تماماً وندخل البطولة بالقليل من التواضع والحذر والإحترام والتقدير لخصومنا، فالوضع لا يسمح بعقد مقارنات بين منتخب تحت 17 و20.
ما حققه منتخب تحت 17 كان الإستثناء وليس القاعدة، هذا ما ينطوي عليه الأمر برمته ونحتاج إلى النظر إليه من هذه الزاوية والتوقف عن إعتباره حالة عامة نستطيع تكرارها مجدداً قريباً.
يجب أن نكون حذرين تماماً، خصوصاً الجميع في المنتخب وعدم الإنسياق وراء أي أحاديث وأراء تؤكد لهم قدرتهم على تحقيق إنجاز آخر، فالأمر ستكون له تأثيرات سلبية كبيرة عليهم في حالة التعامل معه بهذا الشكل وهو وضع لا يبدو بأنهم يحتاجون إليه قبل إنطلاقة البطولة.
ذلك الإنجاز يعتبر حالة خاصة ونادرة جداً ولا ينبغي السعي وراء تعميمها بهذه السرعة، فمنتخب تحت 17 لا يشبه 20 إطلاقاً لا من حيث الظروف، الإعداد والتحضير للبطولة، المعطيات، ردة فعل الشارع العام، الخبرات والإمكانيات، ولا من أي ناحيةً أخرى.
لذا، لا ينبغي مطالبة منتخب تحت 20 بضرورة تحقيق إنجاز مماثل من خلال الوصول إلى نهائي البطولة والتأهل إلى النهائيات، فهذا سيترتب عليه ضغوطات إضافية هم في غنى عنها حالياً ويحتاجون إلى الهدوء والتركيز أكثر.
رفع سقف التوقعات والتطلعات يعتبر سلاح ذو حدين وقد يؤثر سلباً على المنتخب ويجعله يظهر بشكلٍ ضعيف ومتواضع وهو شيء لا نرغب فيه حقاً.
كل ما يحتاجه المنتخب منا حالياً هو تشجيعه، دعمه، الثقة فيه، والإيمان بقدرة اللاعبين على الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات وتقديم أداء قوي ومميز بعيداً عن النتائج.
السماح لهم باللعب بأريحية.
منحهم الهدوء والثقة التي يحتاجونها من أجل تقديم أفضل ما لديهم من أداء.
الدفاع عن الشعار بشكلٍ جيد والقتال من أجله.
إدراك حقيقة أنهم غير مطالبين بإثبات أي شيء.
أن يعرفوا بأنه ليس لديهم شيئاً ليخسرونه.
معرفة أن كل شيء يحققونه في البطولة سيكون مصدر سعادة وفخر لنا جميعاً.
علينا أن ننتظر منهم النجاح في المشاركة في البطولة والتمثيل بشكلٍ جيد والتعامل مع كل مباراة على أنها حالة خاصة ومختلفة عن أي مواجهة أخرى.
وقبل كل ذلك، نحتاج إلى التعامل مع الأمور بشيء من المنطق والواقعية والتفاؤل بحذر.