سليم شعبان
شهد العام 1986م ميلاد فريق جديد في جوبا يحمل إسم مونيكي وشعاره (الثعبان) والفضل في تأسيس الفريق يرجع لعاشق الساحرة المستديرة بمنطقة مونيكي وهو المواطن المصري المرحوم سعد محمد جيدا .. رحمة الله عليه .. والذى توفى يوم الإثنين الموافق 18/04/2022م بمنزله بحي مونيكي بعد أيام قليلة من تتويج الفريق ببطولة الدوري المحلي بجوبا لأول مرة.
المرحوم سعد جيدا أسس فريق مونيكي لكرة القدم لحبه الشديد للساحرة المستديرة وإيماناً منه بوجود مواهب شبابية في مختلف الأعمار في المنطقة، وأيضاً لقناعته بقدرة أبناء منطقة مونيكي في المحافظة على الفريق وجعله يوماً ما من أقوى فرق مدينة جوبا ، وقد ساعده في تأسيس الفريق صديقه العزيز الأستاذ الجليل ومربي الأجيال أستاذي المرحوم محمد بُومبا أستاذ اللغة العربية بمدرسة الملكية الإبتدائية في ثمانينات القرن الماضى وبإستشارة إدارية وفنية من الخبير الرياضي السيد سبت لوميري (ود الحلة) نجم وإداري فريق الملكية الأسبق والرئيس الأسبق للإتحاد المحلى بجوبا لكرة القدم ، وبعد عامين من تأسيس الفريق وتحديداً في العام 1988م تم إعتماد فريق مونيكي ضمن أندية الدرجة الثانية بإتحاد جوبا المحلي تحت مظلة نادي مونيكي الرياضي الإجتماعي الثقافي برئاسة وعضوية أبناء الحي وخلال مواسم قصيرة إستطاع مجلس إدارة النادي أن يُحقق إنجازاً كبيراً وذلك بصعود فريق كرة القدم بالنادى إلى الدرجة الأولى ليلعب ضمن أندية دوري جوبا المحلى.
ولكن لم يشهد الفريق إستقراراً إدارياً وفنياً وتسبب ذلك في هبوطه سريعاً إلى الدرجة الثانية وبعد موسمين عاد إلى الدرجة الأولى وكان الأمل أن يبقى في الدرجة الأولى لأطول فترة ممكنة ولكنه هبط إلى الدرجة الثانية مرة ثانية، وبعد عودته إلى دوري الدرجة الأولى بجوبا في العام 2009م تبدل الحال كثيراً في النادي وفي الفريق نسبةً للدعم المالى الكبير الذى قدمه مُحبيه وعشاقه الذين إجتمعوا من أجل المشاركة في تحقيق أهداف الكيان .. فكان ميلاد فريق جديد يمتاز بالقوة والسرعة والمهارة ووفرة المواهب.
هذا العمل الكبير في فريق كرة القدم بمونيكي قامت به إدارة النادي في إطار خطط عملها تجاه تطوير العمل الإدارى في إدارة شئون النادي الإدارية والفنية والمالية وفقاً لأهداف معينة تُمثل قاعدة للعمل الإدارى في النادي، فدعم أبناء المنطقة للنادي ساعد الفريق كثيراً في فرض تواجده بين فرق المقدمة في الدورى ولم يغادر الفريق دوري الكونجو كونجو ليغ حتى يومنا هذا، الفريق قدم شهادة إثبات التواجد الدائم في الدرجة الأولى من خلال المستويات الكبيرة والقوية التى يقدمها في كل موسم مما جعل منه نداً قوياً للفرق الكبيرة.
طوال هذه السنوات ظل فريق مونيكي منبع النجوم الشباب ومعبراً إلى ساحات الساحرة المستديرة في بلادنا وفي الخارج للاعبين أصحاب القدرات الكبيرة والمهارات العالية على التنافس مع النجوم الكبار في الفريق نفسه وفي الدوري وأيضاً في كليات المنتخبات الوطنية.
أثناء فترة تسجيلات اللاعبين بالبلاد تتسابق الأندية التى تمتلك المال لتدعيم فرقها باللاعبين الوطنين البارزين في مختلف الدرجات وبصفة خاصةً اللاعبين المفكوكين من الأندية بعد إنتهاء عقوداتهم معها ، حيث تدخل أنديتنا في عملية التسجيلات بكل قوتها المالية والإقتصادية والإجتماعية وتستخدم اللجان المسؤولة من التسجيلات بالأندية كل شئ ممكن لكسب توقيع اللاعبين في كشوفات الفريق في إطار القانون الفيفاوي العالمي للتسجيلات الذى لا يحرم ولا يكره مادام الأمر يتم تحت الكواليس مثل إستغلال العلاقات الأخوية والصداقات التى تجمع أعضاء مجلس الإدارة والأقطاب والجهاز الفنى وأعضاء لجنة تسجيلات الفريق بأصحاب المصلحة وبصفة خاصة جداً (ناس أنكل) الإخوة في ناديي الملكية وكتور لهما خبرات طويلة في ذلك ، وتخسر بعض الفرق (الفقيرة) أهم عناصرها لعدم قدرة إدارتها في توفير الأموال اللازمة للتسجيلات وفرق أخرى تخسر بسبب رفض بعض لاعبيها مواصلة اللعب مع الفريق لأسباب خاصة.
فريق مونيكي واحد من الفرق التى تتأثر كثيراً في كل موسم بالرحيل المُر لمواهبها نحو أنديةً المال ، ورحيل لاعبي فريق مونيكي دائماً ما يقلل من قدرات الفريق على التتويج بإحدى البطولات والمسابقات على المستوى المحلى وعلى الرغم من قدرة الثعبان على إيجاد البديل الجاهز داخل الفريق إلا أن رحيل من إنتهت فترة قيده في كشوفات الفريق عادةً يسبب إحباطاً شديداً للقائمين بإدارة شئون النادي والأقطاب والجمهور .
في عالم الساحرة المستديرة في حال تم وضع الخطة الإدارية والمالية والفنية في النادى للموسم الجديد وفق إستراتيجية الجهاز الفنى للفريق والتى قد تتضمن تواجد كل العناصر بكشف الفريق فإذا فشل النادي في تنفيذ الخطة وفق ما خُطط لها بسبب مستجدات التسجيلات فمثلاً عندما يعلن أحد اللاعبين البارزين رفضه التجديد لفريقه ويرحل بعيداً بقناعته أو إرضاءاً لضغوطات ناس أنكل ولم يتمكن النادي من إقناعه بمواصلة العمل معهم ينبغي على إدارة النادي القيام بخطوات إيجابية وسريعة تسهيلاً لعمل لجنة التسجيلات بالنادي قبل فقدان فرصة التعويض بلاعب أخر خاصةً إذا كان خروج اللاعب المفكوك عن الفريق قد حدث في آخر أيام أو قبل ساعات لغلق فترة التسجيلات وأولى تلك الخطوات هى إظهار القوة المالية لدى النادي من خلال توفير المال اللازم للجنة التسجيلات لإنتداب اللاعب الذى يستطيع سد النقص .
رحيل اللاعب عن فريقه بعد إنتهاء فترة قيده في كشوفات لا يعتبر خيانة بل هو عملية إبدال مكان العمل بحثاً عن حوافز أكثر وأكبر (تسلم يا فيفا) والحوافز المقصودة هي تواجد اللاعب في نادى يستطيع بناء فريق الآحلام الذى يتم فيه سداد أموال تسجيلات اللاعبين كاملاً (كاش على الطاولة) وكذلك تتوفر فيه كل سُبل الراحة وأيضاً تتوفر فيه مساحة كبيرة للإبداع وفرص التواجد بشكل دائم في كليات المنتخبات الوطنية ، لذا لا يُصح إتهام اللاعب الذى ترك فريقه ورحل بأنه قد خان النادي والفريق خاصة اللاعب الذى لم ينال جنيهاً واحداً من النادي أو من أحد أقطاب الفريق مقابل التجديد للفريق .. والوعد المضمون بتسليم اللاعب مبالغ ضخمة أو قطعة أرض سكنية من طرف النادي الذى يود إستخدام اللاعب هو نعمة لا يمكن رفضها من قبل اللاعبين الصغار الطامحين إلى المجد والنجومية ، مثل هذا العرض يقبله اللاعب دون تردد لأن تحقيق حُلم العمل (اللعب) في نادى كبير قادر على التتويج بالبطولات المحلية والقومية والمشاركة في المنافسات الخارجية يصبح مؤكد بمجرد توقيع اللاعب على العقودات !!
ويبقى أمل التجديد للحنين (فريق الحلة) مجرد سراب .. لذلك لا فائدة من مبررات بعض إداريي الأندية عندما يفشلون في تجديد عقودات لاعبيهم المفكوكين بإتهام اللاعبين بأنهم يفضلون المال بدلاً عن التجديد لمن قدمهم لساحات المستطيل الأخضر وثمة أمر أخر يساعد أيضاً في عدم تجديد بعض النجوم المفكوكين لفرقهم وهو محاولة اللاعب كتابة تاريخ جديد في عالم الساحرة المستديرة في مكان آخــــر ، وعادةً يأتي رحيل اللاعب بعد أن عمل النادي على تجهيزه لقيادة الفريق في كل البطولات والمسابقات لعدة مواسم .. وفريق مونيكي دائماً ما يخسر سباق الإحتفاظ بمواهبه وفي إعتقادي يعود السبب إلى عدم سير الأمور الإدارية والفنية في النادي وفق الخطط الموضوعة لإنجاح عملية تطوير كرة القدم بالنادي حتى يستطيع الفريق التنافس في التسجيلات بقوة أمام الفرق التى لها خبرات طويلة في مجال تعاقدات اللاعبين .
نواصل !!
