أوغسطينو مدوت ل«هاتريك»: لا يمكنني تحديد موعداً لإفتتاح إستاد جوبا

259 مشاهدة

مع مرور عام كامل على إنتخاب مجلس إدارة جديد للإتحاد العام لكرة القدم وفي ظل التطورات العديدة التي شهدها المنشط طوال الفترة الماضية، كان لزاماً علينا إيجاد شخصاً للحديث عن تطورات الوضع الراهن ومستقبل اللعبة وتسليط الضوء كل ما يحيط بها ولم يكن هناك شخصاً أنسب من رئيس الإتحاد أوغسطينو مدوت، للحديث عن ذلك.

في هذا الحوار الشامل، حاولت (هاتريك) طرح كل القضايا التي تشغل الوسط الرياضي ومعرفة خفايا ما يدور في الإتحاد، مشاركة أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في مختلف المسابقات، وضعية الإتحادات المحلية التي شهدتها خلافات طوال الفترة الماضية، موعد إفتتاح إستاد جوبا، وغيرها من الأسئلة التي تهم الوسط الرياضي وأجاب عنها بصدرٍ رحب.

حاوره: لينو قرنق ميان

ماذا قدم مجلس إدارة الإتحاد الجديد لكرة القدم في البلاد خلال عام؟

مجلس الإدارة الجديد قام بتنفيذ الكثير من البرامج من أجل تنمية وتطوير المنشط على مستوى البلاد وجميع الإتحادات المحلية منذ إنتخابه، خصوصاً فيما يتعلق بتدريب وتأهيل المدربين، الحكام، رجال آمن الملاعب، والإداريين، بالإضافة إلى تطوير كرة القدم النسوية والمنتخبات الوطنية.

لكن، قبل كل ذلك أود الإشارة إلى أننا قد بدأنا فترتنا بالقيام بورش عمل لجميع أعضاء مجلس الإدارة وقمنا بالعديد من الزيارات لمختلف الإتحادات في هذا الصدد على غرار إتحادات توريت، يامبيو، أويل، كواجوك، واو، أبيي، رومبيك، وهناك بعض الإتحادات التي لم نتمكن من زيارتها إلا أننا سنقوم بذلك في القريب العاجل.

على صعيد المنتخب الوطني الأول، فقد قمنا بالتعاقد مع جهاز فني متكامل من المدربين الأجانب المحترفين، إذ قمنا بالتعاقد مع مدرب عام، مدرب لياقة بدنية، مدرب حراس مرمى.

بالإضافة إلى قيامنا بالعديد من الدورات التدريبية في كل المجالات ولم تتوقف هذه الدورات حتى الآن، إذ قمنا مؤخراً بإقامة كورسات للحكام النخبة والشباب وعملنا على نقل تلك الدورات التدريبية إلى الإتحادات المحلية في الولايات ونحن مستمرون في فعل ذلك.

أستطيع القول بأنه قد أصبح لدينا حالياً حكام قادرين على إدارة المباريات قارياً ودولياً ولا نزال مستمرين في العمل على تطويرهم وتأهيلهم، ونطمح وراء كل ذلك لوضع قاعدة واضحة من أجل تأهيل مختلف الكوادر الرياضية، إذ أصبحنا قادرين على إقامة دورات تدريبية للرخصة (سي) بعد موافقة الإتحاد الإفريقي وهذا شيء يحدث لأول مرة في الإتحاد منذ تأسيسه.

كما قمنا، أيضاً، بإرسال حكام لـ(الفار) للخضوع لدورة تدريبية في قطر في ظل العلاقات المميزة التي تجمعنا معها، بالإضافة إلى تأهيل ثلاثة مدربات لنيل الرخصة (سي) الأفريقية في يوغندا ضمن خطتنا لرفع القدرات التدريبية لتطوير كرة القدم النسوية.

حالياً نطمح لإرسال مدربينا لنيل الرخصة (إيه) الأفريقية بعدما أصبح لدينا خمس مدربين يمتلكون الرخصة (بي) ولا نزال مستمرين في ذلك بسبب ان عددهم كان ولا يزال يعتبر قليلاً جداً، إذ نمتلك علاقات مميزة مع بعض الإتحادات الوطنية ونسعى للإستفادة منها في تأهيل الكوادر الرياضية.

هذا الأمر سيساعد في حل مشكلة عدم وجود مدربين يحملون الرخصة (إيه) الأفريقية لقيادة الفرق الوطنية في المسابقات الأفريقية بعدما أصبح ذلك إلزامياً من قبل الإتحاد الأفريقي.

ماذا بخصوص المنتخبات الوطنية، خصوصاً المنتخب الأول؟

لقد نجح المنتخب في التأهل إلى دور المجموعات وقد لازمه سوء الحظ وعدم التوفيق أمام غامبيا ومالي وأنت تدرك حجم الفوارق الكبيرة بيننا وبينهم، إلا أنني أرى بأننا نسير في الإتجاه الصحيح، إذ سنلعب مع الكونغو ومالي وغامبيا في الفترة المقبلة.

أما منتخبات السيدات، فقد شاركنا في بطولة شرق ووسط افريقيا (سيكافا) ورغم خسارتنا وخروجنا مبكراً من البطولة، إلا أنني أرى بأننا نتطور ونتقدم إلى الأمام بصورة ثابتة وشكلٍ أفضل من الفترة الماضية، خصوصاً فيما يتعلق بتطور وتحسن الأداء.

الآن لدينا برنامج واضح لبقية المنتخبات الوطنية تحت 17 و20 و23 عام لأن منتخب 23 عام سيلعب في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية في الفترة المقبلة ضد تنزانيا، بالإضافة إلى منتخب 17 الذي سيشارك في سيكافا في الفترة المقبلة.

هناك بعض الإنتقادات التي تم توجيهها للبطولات الوطنية التي ينظمها الإتحاد، ما هو ردك عليها؟

أقول بأننا قد نجحنا في تنظيم بطولة كأس جنوب السودان والدوري الوطني وقد فاز بهما الهلال واو وزعلان رومبيك، وهي ستلعب في بطولة الكونفدرالية وأبطال افريقيا في الأيام القليلة المقبلة، ونحن نتطلع لتطويرها بشكلٍ أفضل في الفترة المقبلة لأن هدفنا في مجلس الإدارة هو تطوير اللعبة على مستوى البلاد.

لكنني، أرى بأن مفتاح التطور بيد اللاعبين الشباب والناشئين ولهذا نسعى لتطبيق خطتنا التي تنص على ضرورة إقامة بطولة للاعبين الشباب بعد إنتهاء مسابقة كأس جنوب السودان القومي، كما انه ستكون هناك بطولة الدوري العام للسيدات لتضاف إلى كأس جنوب السودان القومي وذلك من أجل تحسين وتطوير الأداء والمنشط.

كل ما استطيع قوله بأن هناك من يتعجلون للنتائج وأرى بأنه لكي تحرز نتائج جيدة تحتاج إلى بعض الوقت والمزيد من العمل وهذا الأمر يتطلب بذل جهداً كبيراً من قبل الجميع.

مؤكد ان هناك بعض التحديات التي تواجههكم من أجل تطوير المنشط؟

نعم، وواحدة من أكبر تلك التحديات هي مشكلة البنية التحتية، فليس لدينا ملعب حالياً بسبب ان إستاد جوبا الدولي لا يزال تحت التشييد، كما انه ليست هناك ملاعب جاهزة لإستضافة المسابقات وهذا يضعف الأداء ويؤثر على مستوى اللاعبين ويجعلهم غير قادرين على الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات عندما يلعبون مع المنتخب.

إضافةً إلى ذلك، فإننا نواجه مشاكل مالية من أجل تجهيز المنتخبات الوطنية لنكون جاهزين للمشاركة في المسابقات القارية، إذ يقف ذلك عائقاً أمام سير الإعداد بصورة طبيعية ويمنعنا من إستغلال فترة التوقفات الدولية على أفضل نحوٍ ممكن وخوض بعض المباريات، إلا اننا نجحنا رغم ذلك في خوض بعض المباريات في الفترة الماضية ولعبنا ضد تونس، غامبيا، المغرب، سيراليون، والسودان في المغرب في أسبوع الفيفا.

ذلك كان شيئاً رئعاً للغاية ويحتاج تطبيقه بإستمرار إلى بعض الإمكانيات المالية والبنية التحتية اللازمة وهذه أشياء تعتبر غير متوفرة لدينا، إذ نبذل قصارى جهدنا ونتشاور مع الشركاء في الإتحادين الدولي والقاري بسبب ان مشروع صيانة إستاد جوبا لم يكتمل حتى الآن.

نحن نتشاور حالياً مع الشركاء من أجل التباحث في كيفية مساعدتنا على إكمال العمل في إستاد جوبا، إذ يسير العمل بصورة جيدة وأفضل وقد وصلنا إلى مراحله الأخيرة ويتبقى لنا العمل على تجهيز غرفة تغيير الملابس والناحية الغربية وقد شارفت بعض التجهيزات على الإنتهاء فيما يختص بالحمامات وقاعة المؤتمرات والمركز الإعلامي.

كيف تقومون بتجهيز المنتخبات الوطنية في ظل هذه الظروف الصعبة؟

نجري مشاورات مع القطاع الخاص والعام من أجل توفير الدعم اللازم لتجهيز منتخباتنا الوطنية التي تبلغ ثمانية وهذا يتطلب الكثير من الأموال، إلا اننا قد نجحنا في تسيير النشاط رغم غياب الموارد المالية الكافية ونحاول تطبيق إستراتيجيتنا من أجل تطوير المنشط والنهوض به.

ما هي خطط مجلس إدارة الإتحاد للفترة المقبلة؟

نتطلع قدماً لتنظيم بطولة للناشئين في إطار خطط مجلس الإدارة لتطوير المنشط، إذ نظمنا قبل فترة بطولة الصداقة الأفريقية في المدارس وقد شرفها رئيس الإتحاد الأفريقي وذلك كجزء من برنامج تطوير الكرة على مستوى البلاد.

أنا اعتبر بأن الأكاديميات والمدارس هي أساس ونهضة وتطور كرة القدم، وهذا يتطلب مع الجهات الرسمية والمختصة من أجل مساعدتنا على تطوير المنشط بشكلٍ أفضل، إذ نسعى لإستغلال علاقاتنا المميزة مع بقية الإتحادات الوطنية من أجل تطوير الناشئين وكرة القدم للسيدات لأن ذلك سيفيدنا في مساعينا للسير في الإتجاه الصحيح.

ما هو الموعد المحدد بالضبط لإفتتاح إستاد جوبا بصورة رسمية؟

شخصياً لا أستطيع تحديد موعد لذلك لأنه لا يزال تحت الصيانة وقد شارف العمل فيه على الوصول إلى مراحله النهائية، فالشركة التي حصلت على العقد تعمل على أن يكون مطابقاً للمواصفات والمقاييس للإتحادين القاري والدولي، خصوصاً انه قد تم تجهيزه بالنجيل الصناعي وذلك بعد الموافقة عليه من قبل الفيفا والكاف.

هناك، أيضاً، بعض التعديلات التي ينبغي العمل عليها وفقاً لتوصيات الفيفا، إذ سيتم توجيه الدعوة لمسؤولي تراخيص الأندية في الكاف من أجل وضع اللمسات النهائية والوقوف على حقيقة مطابقة الإستاد للمعايير والمقاييس الدولية وإذا ما كان قد تم تشييده وفقاً لتوصيات الفيفا.

لذا، فإن تحديد موعد لإفتتاح الإستاد يعتبر صعباً للغاية لأن الأمر يتطلب زيارة من قبل خبراء الفيفا والكاف إلى البلاد وموافقتهم وتأكيداتهم وتوصياتهم.

الآن، إنتهى العمل في المرحلة الأولى وقد تم تأجيل العمل في المرحلة الثانية إلى العام المقبل لأننا نحتاج إلى اللعب في الإستاد ومن ثم إكمال المرحلة الثانية التي تختص بمسألة الإنثارة وتغيير المقاعد الجديدة في مكانها الصحيح في الإستاد.

كل ما استطيع قوله هو ان الإتحاد الأفريقي قد يوافق على اللعب في الإستاد إذا ما إكتمل العمل في الناحية الغربية أو ما يسمى بـ(سبعة ميل)، حيث نستطيع اللعب في الإستاد في غضون العام المقبل إذا ما سار العمل بصورة طبيعية، إلا انني لا استطيع تحديد موعد معين لإفتتاح الإستاد.

على ذكر الإستاد، فالإدارة السابقة للإتحاد لم تكن واضحة للغاية فيما يتعلق بتحديد المبلغ الذي كان قد صادق عليه الفيفا من أجل صيانته، إذ يوجد تضارب كبير في حجم المبالغ المذكورة مقارنةً بما تم إنجازه من عمل وتم ذكر الكثير من الحجج؟

المبلغ الذي كان مخصصاً لإستاد كان خمس مليون دولار أمريكي فاصل واحد من قبل الإتحاد الدولي وفقاً لمشروع (فيفا فوروات) والذي يتم تنفيذه بعد نهاية بطولة كأس العالم للدول المنضوية تحت لواء الفيفا، حيث يقوم الفيفا بتنفيذ المشاريع التي تقدمها الإتحادات المحلية ولا يقوم بإعطائها الأموال لتنفيذها!

رئيس الفيفا كان قد رأى حاجة البلاد إلى ملعب بمواصفات عالمية وحينما وجد بأن جنوب السودان لديها بعض الأموال بطرف الإتحاد، قرر تنفيذ مشروع صيانة إستاد جوبا بمبلغ يفوق ست مليون وهذا أكبر من الأموال التي كانت لجنوب السودان بطرف الفيفا.

الفيفا قام بتقليص ذلك المبلغ في النهاية وصادق على خمس مليون فاصل واحد من أجل صيانة الملعب وكانت هناك بعض الأشياء التي لم تكن ضمن هذا المشروع مثل الإنارة، تصريف المياه، الكراسي، المركز الإعلامي وغيره.

أنا كرئيس لإتحاد قمت بمخاطبة الإتحاد الأفريقي من أجل زيارة البلاد والنظر في مسألة كيفية صيانة الملاعب وقد جاء الوفد وقام بالتوصية بإجراء بعض التعديلات الجذرية من بينها إنشاء غرف تغيير ملابس إضافية ليكون الملعب قادر على إستضافة مباراتين في يومٍ واحد، بالإضافة إلى مكان مخصص لكبار الشخصيات وهذا يتطلب مبالغ إضافية وهو ما صادق عليه الفيفا وقام بتقديم دعم إضافي.

هذه الأموال لا تعتبر كثيرة لإكمال ما نريده من صيانة، إلا أنها كافية جداً من أجل إكمال العمل في الإستاد وإفتتاحه ليكون قادراً على إستضافة المباريات وهو ما نعمل عليه حالياً، بينما نستطيع إكمال بقية أعمال الصيانة في أي وقتٍ آخر.

هل يمكن إعتبار هذا عدم وضوح وتقصير من قبل مجلس إدارة الإتحاد السابق؟

لا، لا أريد الحديث حول إخفاقات وسلبيات مجلس إدارة الإتحاد السابق. فقط، أريد التأكيد على انه تم تكوين عدة لجان، منها لجنة برئاسة نائب رئيس الإتحاد وأخرى تضم بعض المهندسين من أجل مراقبة كيفية سير أعمال الصيانة في الإستاد وفقاً للمواصفات المالية، كما ان هناك مستشار خاص من الفيفا.

أستطيع التأكيد على أن أعمال الصيانة تسير على نحوٍ جيد وفي الإتجاه الصحيح، إذ استطعنا معرفة ما يريده الإتحاد القاري والدولي عكس ما حدث مع الإتحاد السابق، إذ ان هناك بعض المراحل المعينة التي نستطيع مخاطبة الكاف لزيارة البلاد إذا ما وصلنا إليها لأن معظم الملاعب الدولية دائماً ما تكون مطافقة لمواصفات والمعايير الدولية.

لكن، بالنسبة لنا في جنوب السودان حالياً، فإننا نحتاج إلى ملعب قادر على إستضافة المباريات لأننا سنستخدمه غالباً في المسابقات المحلية لأن إستحقاقاتنا القارية والدولية قليلة للغاية حالياً، بالإضافة إلى إستخدامه في بعض الأغراض الأخرى.

نحن نحتاج إلى الملعب في أسرع وقتٍ، لذا سيتعين علينا العمل بجهد من أجل إكمال بقية أعمال الصيانة.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: