أنصفوهم.. ولو بالقليل!

187 مشاهدة

مع إنخراط الكثيرون في الإحتفال بنهاية موسم ٢٥/٢٠٢٤ الذي وصف بالإستثنائي، تناسى الجميع، بقصد أو بدونه، واحدة من أهم اللجان التي لعبت دوراً رئيسياً ومهماً للغاية في نجاح هذا الموسم: لجنة أمن الملاعب!

بالطبع، تبدو هذه مفارقة غريبة، وصادمة، ومحزنة للغاية، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجاهل مجهودات هذه اللجنة الجبارة.

مع ذلك، فإن الواقع يؤكد بأن هذا الموسم لم يكن ليخرج بهذه الصورة بدون المجهودات الكبيرة التي بذلها أعضاء لجنة أمن الملاعب طوال الموسم.

لجنة أمن الملاعب نجحت، بحنكة وإقتدار، في إنهاء الموسم الرياضي بصورة ذاهية من خلال عملها في بسط الأمن والمساعدة في إستمرار النشاط الرياضي بدون أي مشاكل أو تعقيدات.

نتحدث، هنا، عن لجنة قامت بواجبها على أكمل وجه وأكثر، بدون تقصير، بدون أعذار، بدون أخطاء، ودون أن توجه إليها أصابع الإتهام وسهام النقد بأي شيء يعتبر من صميم عملها!

تريد المزيد. حسناً، لجنة أمن الملاعب، ربما، تعتبر الجهة الوحيدة التي واظب أعضائها على القيام بواجبهم في مختلف الظروف والتحديات.

حتى حينما كان الأمر الواقع يحتم عليهم التوقف عن العمل لأسباب طبيعية وغير طبيعية، كانوا حريصين على أداء عملهم بكل تفاني وإخلاص!

لم توقفهم الأمطار الغزيرة، لم توقفهم الشمس الحارقة، لم توقفهم كل الظروف إطلاقاً.

الأهم، وسط كل هذا، انه لم تصدر أي شكاوي منهم أو عليهم، ما يؤكد على مدى إحترافيتهم وتفانيهم في أداء عملهم بمهارة وجسارة فائقة.

كل هذا، حدث في موسم رياضي يعتبر هو الأطول وتضمن العمل في بيئة وظروف غايةً في الصعوبة والتعقيد والسوء.

نتحدث عن موسم بدا مبكراً، وبشكل يُنذر بالكثير من الصعوبات، والتحديات، والتعقيدات بسبب الأنشطة الكثيرة التي إستضافها إستاد جوبا الوطني.

هذا الموسم، بدا بإستضافة إستاد جوبا الوطني لمباراتي جاموس والمريخ بانتيو في بطولتي كأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية) ودوري أبطال أفريقيا، ثم تضمن مباريات في مختلف المسابقات القارية والدولية لمنتخبات جنوب السودان المختلفة بدايةً من المنتخب الأول ومبارياته في تصفيات أفريقيا المؤهلة للمشاركة في مسابقة كأس العالم لعام ٢٠٢٦، ثم التصفيات المؤهلة للمشاركة في مسابقة كأس الأمم الأفريقية، بالإضافة إلى التصفيات المؤهلة للمشاركة في مسابقة كأس الأمم الأفريقية للمحليين.

بالطبع، الأمر لم يتوقف هنا، بل إمتد ليشمل مباريات فريقي الهلال والمريخ في بطولة دوري أبطال أفريقيا، ثم بعض مباريات منتخب السودان في التصفيات الأفريقية.

وحينما أعتقد الجميع بأن الأمر قد إنتهى هنا، كان الوقت قد حان لإستضافة مباراة منتخب السيدات في التصفيات المؤهلة للمشاركة في مسابقة كأس الأمم الأفريقية للسيدات، بالإضافة إلى مباراتي منتخب جنوب السودان للسيدات تحت ٢٠ عام في التصفيات المؤهلة للمشاركة في مسابقة كأس الأمم الأفريقية.

ثم، الحدث التاريخي والأهم على الإطلاق والمتمثل في حفل إفتتاح الإستاد، بالإضافة إلى النسخة الأولى لبطولة دوري جنوب السودان الممتاز وبعض المباريات في النسخة الرابعة عشر لمسابقة كأس جنوب السودان الوطني.

كل هذه الأحداث كان حجر الأساس في نجاحها وخروجها بأمان وسلام لجنة أمن الملاعب، خصوصاً أن أعضائها لم يكتفوا بالقيام بعملهم بإتقان وإخلاص وتفانٍ فحسب، بل كانوا يتخطوا ذلك للقيام بأدوار ليست من صميم عملهم في الكثير من الأحيان من خلال التوجيه والإرشاد والدعم والمساعدة.

مؤكد، انه مع إزدحام الموسم الرياضي بالعديد من المباريات والظروف الصعبة والتحديات التي واجهها أعضاء لجنة أمن الملاعب للقيام بعملهم، لا بد من أن الكثيرون منهم قد فكروا في التوقف والإنسحاب ولم يكن هناك أحد ليلومهم على ذلك.

لكنهم، رغم ذلك، لم يفعلوا بالتأكيد.

ربما، رغبةً منهم في إنجاح الموسم الرياضي، حبهم وشغفهم بالرياضة، إيمانهم بقدرتهم على التغيير وصناعة الفارق، أو لإدراكهم بأن (لكل مقام مقال ولكل زمان رجال).

لكن، رغم كل هذا، فإن الواقع يؤكد بأنهم لا يحصلون على الإنصاف، بل أنهم لا يحصلون على التقدير والإحترام الذي يستحقونه!

لذا، فإن لجنة أمن الملاعب ينبغي ويجب أن تحصل على القليل من الإنصاف المادي والمعنوي والتقدير والإحترام الذي تستحقه.

بالطبع، هذا سيكون أقل مكافأة تقدم لهم على ما يقومون به من مجهودات.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: