أمين محمد في حوار ل«هاتريك»

أخيراً، وقع لاعب نادي الملكية السابق وإبن الهلال، أمين محمد (أبو جيري)، عقداً رسمياً ليتولى بموجبه منصب المدير الفني للهلال في الموسم الجديد، بعد مطالبات ومناشدات كبيرة من قبل جماهير وأقطاب النادي بتوليه المهمة.
تعيين أبو جيري يأتي بعد التحديات والصعوبات العديدة التي واجهها الفريق في الموسمين الماضيين وتدني نتائجه وأداؤه، للكثير من الأسباب
«هاتريك» جلست مع أبو جيري بعد توقيعه على عقداً لتدريب الهلال في الموسم الجديد وطرحت عليه الكثير من التساؤلات بخصوص ما يستطيع تقديمه للفريق بعد إنتخاب مجلس إدارة جديد وما يحتاجه من أجل العودة إلى مساره الصحيح.

هل كنت تتوقع أن تصبح مدرباً للهلال في يوماً ما، خصوصاً مع المطالبات العديدة للجماهير والأقطاب لمجلس الإدارة السباق بضرورة التعاقد معك؟
فعلاً كان هنالك عدد كبير من أقطاب ومشجعي الهلال طالبوا الإدارات السابقة للنادي بالتعاقد معي إلا أن تباين الأراء وتحفظ بعض الإداريين تسبب في ذلك، لكن الآن أنا سعيد بتولي المهمة وسنعمل من أجل تقديم كل ما لدينا.

مستوى ونتائج الفريق تراجع كثيراً في الموسمين الماضيين ، فما الذي تستطيع فعله لإعادته إلى مساره الصحيح؟
الفريق كان بعيداً كل البعد من ويعاني من الكثير من المشاكل الفنية والتكتيكية خلال الموسمين الماضيين، إذ كان هناك بعض اللاعبين البعيدين عن زملاؤهم في أرض الملعب وسنعمل أجل الإنسجام وتقارب جميع اللاعبين ليلعبوا كقوة واحدة داخل الملعب، وما حدث في الفترة الماضية لن يحدث في عهدي، خصوصاً في ظل وجود توماس جاكوب الذي سيكون مساعداً لي.

هل تعتقد بأن الفريق بالعناصر الحالية يستطيع العودة إلى منصات التتويج وتكرار ما فعله في موسم 2017/18؟
نعم، الفريق يمتلك حالياً عناصر صغيرة السن ويمكنهم المساهمة في إعادته إلى مساره الصحيح وتكرار موسم 2017/18، يمكن أن تستفيد المنتخبات الوطنية من هؤلاء اللاعبين، فهناك ثلاثة لاعبين تم إختيارهم حالياً لمنتخب تحت 20 عام، وهذا يمكن أن يساهم في رفع قدرات بعض اللاعبين لأن كل لاعب منهم سيسعى لإثبات نفسه وإقناع القائمين على مسؤولية المنتخبات الوطنية.

ماذا ينقص الهلال لتكرار موسم 2017/18؟
الفريق كان بعيداً جداً من جماهيره وأقطابه، وهذا لم يساعد في تطويره وقيادته للعودة إلى منصات التتويج رغم المجهودات الكبيرة التي قام بها بعض أعضاء مجلس الإدارة السابق، فالقرب من الجماهير يمكن ان يساهم في دفع اللاعبين والجهاز الفني والإداري لتقديم أفضل ما لديهم.
أتمنى وقوف الجماهير معنا ومؤازرة الفريق هذا الموسم وتفادي ما حدث خلال السنوات الماضية، الآن نحتاج إلى الإنضباط جميعاً من أجل مستقبل الفريق.
هذا ما أريده من الجميع، خاصةً الذين يهمهم أمر النادي.

أنت متهم بأنك غير مستقر ودائماً ما تترك الفرق التي تقوم بتدريبها في منتصف الموسم رغم الحاجة الماسة لك، خصوصاً ما حدث مع فريق الإتحاد في الموسم الماضي في الوقت الذي كان قريباً فيه من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى؟
أنا رجل أعمال ولدي إلتزامات عديدة وعملي يتطلب مني السفر بإستمرار، إلا ان هذا لا يمنعني من القيام بعملي على أكمل وجه والإلتزام بواجبي، فالآن أصبح لدي مساعد بقدرات وإمكانيات كبيرة ومتفاهم معه جيداً، ونستطيع أخذ النادي إلى المرحلة التالية وقيادته لإنهاء دوري الأولى في مركزٍ متقدم في الترتيب.
توماس جاكوب شخص متميز جداً وأنا سعيد بتواجده معي في الفريق مساعداً لي، أنا اخترته بسبب معرفتي الكبيرة به وقمت بتدريبه من قبل ولا اعتقد بأنني قد أواجه صعوبات وتحديات كبيرة في ظل تواجده معي، إذ يستطيع قيادة الفريق في الأوقات التي أكون فيها غير متواجداً.
لذا، على جماهير الفريق الإطمئنان جيداً لأن فريقهم في أيديٍ أمينة حالياً وكل شيء سيسير بشكلٍ جيد.
أما بخصوص تسببي في فشل الإتحاد في الصعود إلى دوري الأولى، فمن يتحدثون عن ذلك لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم لأنها لا تخرج من النتائج الثلاث، كما ان هناك أشياءً تحدث في الفريق لا يعرفونها والظروف التي مر بها في الموسم الماضي.
عندما تسلمت تدريب الفريق في الموسم الماضي، كان يتواجد في المركز الرابع في الترتيب ولم يكن جاهزاً للمنافسة على الصعود بسبب ان إعداده في بداية الموسم لم يكن جيداً وهذا تسبب في عدم جاهزية الكثير من اللاعبين، لقد بذلت الكثير من الجهد من أجل تجهيز هؤلاء اللاعبين ورفع مستوى الفريق وهو ما كانت له تأثيرات إيجابية بعدما بدا يحقق نتائج جيدة.
على الجميع القبول بالأمر الحتمي بأن الفريق لم يكن مقدراً له الصعود في الموسم الماضي، وأتمنى أن يصعد هذا الموسم وسأكون متواجداً وداعماً دائماً له من أجل تقديم أي مساعدة ممكنة.
لقد قمت بزيارة الفريق يوم أمس وتحدثت مع اللاعبين وطالبتهم بعدم وضع المسؤولية على عاتق شخص واحد، عليهم إدراك ان ما حدث شيء عادي يحدث في كرة القدم وعليهم نسيان ذلك والعمل بروح واحدة وإعادة الفريق إلى دوري الأولى هذا الموسم.
أنا على يقين بأن الفريق سيتأهل هذا الموسم بسبب معرفتي التامة به وبكل فرق الدرجة الثانية، فالفريق كان يقدم مستوى رائع جداً.

هناك شائعات تدور حول رفض بعض أعضاء مجلس إدارة نادي الهلال على قرار تعيينك؟
لم أسمع صوت أحد، فالمفاوضات بدأت قبل ثلاثة اشهر، كنت قد رفضت توقيع العقد في البداية بسبب إنشغالي ببعض أعمالي الخاصة وأكدت للإدارة عدم رغبتي في تولي المهمة، إلا انهم عادوا مجدداً، فطالبتهم بمنحي الوقت للتفكير في الأمر ثم قاموا بمخاطبتي بصورة رسمية وقبلت بالمهمة بعد حديث بعض أقطاب النادي معي.
قمنا بتوقيع العقودات بصورة رسمية وقد وضعت برنامج إعدادي للفريق من أجل الموسم الجديد وقد بدأنا الإعداد يوم أمس الأول.

ما مدى صحة الحديث الذي يدور عن تشجيعك لفريق آخر في الدوري؟
أنا كنت لاعباً في الملكية وأشجع الهلال لدرجة انني كنت أدفع إشتراكاتي حينما كنت لاعباً في صفوف الملكية، وإنضمامي إلى الملكية كان بسبب إرتباط أسرتي بالنادي، إلا ان ذلك لا ينفي حقيقة انني هلالابي ورغبت بشدة في اللعب بشعاره بسبب ان والدي كان قد لعب في صفوفه من قبل.

هناك إتهامات لك بأنك قمت بخيانة الهلال؟
والدي كان قد شجعني ودفعني للعب الكرة وطلب مني التسجيل في الملكية وهذا هو السبب الذي يدفع الناس لإتهامي بالخيانة، إلا انني لا اعتبر الأمر كذلك لمجرد انني لم ألعب في صفوف الهلال من قبل.

كمدرب ومراقب لشأن كرة القدم والدوري المحلي في جوبا، ما هو الفريق الذي ترى بأنه قادرا على إعادة جوبا إلى منصات التتويج؟
بصراحة كل أندية جوبا تحتاج إلى بذل مجهودات كبيرة من إداراتها ودعم كبير من الحكومة، فليس من المنطقي أن يبدأ البرنامج الإعدادي للفرق متأخراً بهذا الشكل ومن المفترض أن يبدأ قبل 45 يوماً قبل إنطلاقة البطولات بصورة رسمية.
الإتحاد يحتاج إلى وضع خارطة طريق للموسم حتى لا يتكرر ما يحدث الآن، فلا بد من تجهيز اللاعبين بشكلٍ جيد من أجل خوض البطولات بشكلٍ جيد وقوي لأن فترة الأسبوعين لا يمكن وصفها بالبرنامج الإعدادي، لأنه سيكون صعباً أن يصل كل اللاعبين إلى كامل جاهزيتهم البدنية والفنية.
بالنسبة لي، فإنني سأقوم بالتركيز على حارس المرمى وخطي الدفاع والوسط بسبب أن مسابقة كأس جنوب السودان تلعب بنظام خروج المهزوم، هذه هي إستراتيجيتي التي سيلعب بها الهلال في البطولة.
اما بخصوص الفريق الذي يستطيع إعادة جوبا إلى منصات التتويج القومية، فهناك الكثير من الأندية التي قامت بتدعيم وتعزيز صفوفها بشكلٍ جيد في فترة الإنتقالات الماضية وتعاقدوا مع عناصر مميزة للغاية من اللاعبين وتمتلك إمكانيات مالية كبيرة مثل كتور وأطلع برة والملكية.
هذه الفرق تستطيع فعل ذلك، إلا انني أرى بأن أطلع برة هو الأقرب لفعل ذلك بسبب إمتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين.

الموسم الماضي شهد إيقاف العديد من المدربين لأسباب متفاوتة، كيف تنظر لهذا الأمر وما هي رسالتك للمدربين؟
أطالب المدربين بضبط أنفسهم والتحكم في أعصابهم حتى لا يتعرضوا إلى الإيقاف من إتحاد الكرة، عليهم عدم التركيز مع الحكام والإهتمام بعملهم وإظهار السلوك الجيد لأن هذا سيعود بالفائدة على الفريق في المقام الأول، فأنت كمدرب عليك التركيز على ما يحدث في المباراة لأن هذا هو السبيل الوحيد لتفادي الإيقاف.

كلمة أخيرة..
أطالب مجلس إدارة الهلال والأقطاب والجماهير بالتواجد قريباً من الفريق واللاعبين ومساندتهم من أجل الظهور بشكلٍ جيد في المنافسات هذا الموسم.