تسجيل هاتريك في أول لقاء على الإطلاق، إعادة الفريق إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات، وضع حداً لنزيف النقاط المستمر وسلسلة النتائج المتواضعة والمخيبة للآمال، تحقيق الفوز الأول بعد خمس مباريات، حل مشكلة العقم التهديفي، جعل الجميع ينسى جاك جيمس، قيادة الفريق لبداية النصف الثاني من الموسم بأفضل طريقة ممكنة، قيادة الفريق لتحقيق أكبر فوزٍ له في البطولة هذا الموسم، وقيادة الفريق للقفز من المركز العاشر إلى الثامن في جدول الترتيب.
ليست هناك بدايةً مثالية أفضل من هذه يمكن أن يحلم بها لاعب ما مع فريقه الجديد.
لماذا نحن هنا؟
أبراهام ثاو نجح في خطف الأضواء وأثار دهشة وإعجاب الكثيرون، يوم الأربعاء، بعدما قاد مونيكي لتحقيق فوزٍ كبير وعريض وكاسح على فيفا ستار، بخمسة أهداف مقابل هدف، في بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا.
ما كان أكثر إثارةً أن تلك كانت المباراة الرسمية الأولى بالنسبة إلى ثاو الذي إنضم إلى مونيكي في فترة الإنتقالات الشتوية الماضية قادماً من فريق هولي فاميلي.
ثاو لم يكن منتظراً منه الكثير، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها النادي على كافة الأصعدة، داخل وخارج الملعب، منذ بداية الموسم.
لكنه، فعل كل شيء في مباراته الأولى مع مونيكي في بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا.
الهدوء الذي يسبق العاصفة
جميع محاولات البحث من أجل الوصول إلى أي تفاصيل بخصوص صفقة إنضمام ثاو إلى مونيكي قادماً من هولي فاميلي، في فترة الإنتقالات الماضية، إنتهت بالفشل تماماً.
ببساطة، لأن جميع الأطراف لم تتحدث عنها بأي شيء، إذ لم يقم مونيكي بالإشارة إليها بأي طريقةً على غرار ما فعل مع بقية صفقات اللاعبين الذين تعاقد معهم في ذات الفترة.
الواقع أن مونيكي لم يكتفي بكل ذلك فحسب، بل أنه ليس له أي وجود يُذكر في مباراتي الفريق التحضيرية ضد بلاك فولتر وكابو.
الحقيقة أنه لم يكن هناك أي وجود لثاو: عبر الصور أو الإشارة إلى اسمه في جميع الصفحات الخاصة بالنادي على مواقع التواصل الإجتماعي!
ثاو كان مجهولاً بالنسبة إلى الكثيرون، حتى لدى العديد من أنصار النادي، قبل المباراة أمام فيفا ستار.
لكنه، بعد نهاية اللقاء، كان بمثابة معلم بارز وأصبح الاسم الأشهر في النادي بأكمله.
«أنا أبراهام»: احذروا
ثاو لم يحتاج سوى إلى تسعة دقائق فقط ليقدم فيها نفسه إلى الجميع على أنه على قدر التحدي، يسجل هدفه الأول مع مونيكي في مباراته الأولى في الدوري، على قدر الثقة والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، قادر على تحمل عبء ومسؤولية تسجيل الأهداف وصناعتها، وقيادة فريقه للإنتصارات.
رغم أنه كان يخوض مباراته الأولى على الإطلاق وضد خصمٍ شرس وصعب للغاية، إلا أنه لم يخشى كل ذلك.
أكثر من كل ذلك، أنه بدأ في قمة التفاهم والإنسجام التام مع زملاؤه في الفريق ولم يبدو عليه بأنه يلعب مباراته الرسمية الأولى معهم!
لم يبدو على ثاو الخوف والرهبة والقلق من وضعه تحت الضغط والدخول في إلتحامات شرسة وصعبة مع لاعبو الخصم.
الذي كانوا يفتقدونه
أبراهام أظهر شيئاً مما إفتقد إليه مونيكي في النصف الأول من الموسم: النجاعة التهديفية.
مونيكي إفتقد إلى نصف قوته ومصدر الخطورة الأكبر هذا الموسم بعد رحيل جاك جيمس، خصوصاً أن الأخير كان قد لعب دوراً كبيراً في تتويجه باللقب في الموسم الماضي.
صحيح أن الفريق قد تأثر كثيراً برحيل العديد من لاعبيه المهمين والمؤثرين، إلا أن ما لعب دوراً كبيراً في تراجع نتائجه ومستوياته هذا الموسم هو إفتقاده إلى المهاجم الهداف الذي يحول الفرص العديدة التي يصنعها لاعبيه إلى أهدافها.
هذه المشكلة يبدو بأنها قد تم حلها أخيراً بعد التعاقد مع أبراهام ولم يعد هناك ما يدعو للخوف والقلق بخصوص التسجيل في مرمى الخصوم.
بصيص أمل
الأداء الأسطوري والرائع والمبهر الذي ظهر به اللاعب في مباراته الأولى مع الفريق يدفع الكثيرون للتفاؤل بإمكانية إنقاذ الفريق وعودته إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات.
هذا الأداء يعطي بصيص أمل بأن كل شيء لا يزال ممكناً جداً، أنه لم يفت الآوان بعد على إمكانية العودة وتحقيق نتائج إيجابية في النصف الثاني من الموسم.
صحيح أن الحديث عن العودة من بعيد واللحاق بسباق المنافسة على التتويج باللقب يعتبر صعباً للغاية، إلا أن الأمر سيكون مرهوناً بالقدرة على الإستمرار في طريق الإنتصارات ومن ثم إنتظار نتائج بقية الفرق المنافسة على التتويج باللقب.
لكن، هذا الأداء الذي ظهر به ثاو يعتبر بمثابة تأكيد على أن مونيكي سيظهر بشكلٍ مختلف في النصف الثاني من الموسم، وانه سيكون خصماً صعباً وسيلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار البطولة.