لماذا (4-3-3) دائماً؟

166 مشاهدة

حالة كبيرة من الجدل والشكوك والتساؤلات أثارها إتباع العديد من الفرق والمنتخبات الوطنية لطريقة لعب 4-3-3 بشكل دائم في السنوات القليلة الماضية، وقد عاد الأمر إلى السطح مجدداً في أعقاب مشاركة منتخب جنوب السودان تحت 20 عام في بطولة شرق ووسط افريقيا المقامة في السودان والتي تؤهل للمشاركة في مسابقة كأس الأمم الأفريقية لعام 2023 في مصر وإعتماده عليها في مباراتيه أمام السودان وبوروندي.

هذا الأمر دفع «هاتريك٢٤» لإستطلاع أراء العديد من المختصين والفنيين والخبراء وسؤالهم عن الأسباب التي تجعل العديد من المدربين يلعبون بهذه الخطة أكثر من بقية الخطط؟ وإذا ما كانت الأنسب بالنسبة إلى اللاعبين؟ وهل تتوفر لديهم القدرات والإمكانيات اللازمة والمطلوبة التي تجعل المدربين يعتمدون عليها أكثر من أي خطة أخرى؟!.

ودعا الخبراء والمختصين إلى ضرورة العمل على ضرورة تخريج وإكتشاف لاعبين ومميزين على كافة الأصعدة ليكونوا قادرين على تنفيذ العديد من الخطط والإستراتيجيات المختلفة بسبب التباين والإختلاف بين قدرات وإمكانيات اللاعبين.

وإختلفت الأراء بين موافقين ورافضين لخطوة اللعب بهذه الخطة دون غيرها.

وقال الرافضين لها بأنها لا تتناسب مع قدرات وإمكانيات لاعبو الفرق والمنتخبات الوطنية المختلفة بسبب عدم تأهيلهم بشكلٍ جيد، مشيرين إلى أن الفرق التي تلعب بها يتوفر لديها لاعبين تم تأهيلهم بشكلٍ جيد ويمتلكون قدرات وإمكانيات مميزة بسبب بدايتهم اللعب في الأكاديميات.

وأرجع هؤلاء إلى صعوبة تطبيقها بشكلٍ كامل بسبب عدم توفر كل متطلباتها، إذ تتطلب العديد من الشروط على غرار ضرورة وجود مهاجم صريح مميز، قلبي دفاع بقدرات عالية، وإرتكاز بقدرات مميزة ومدرك لمختلف أدواره من أجل تطبيقها بشكلٍ جيد، وهو ما لا يتوفر حالياً.

وقال توماس جاكوب، نجم فريق الملكية ومنتخب جنوب السودان السابق، انها تعتبر من أحدث الخطط على مستوى كرة القدم في العالم، لافتاً إلى انها تحتاج إلى وجود العديد من العناصر المميزة التي تستمع إلى تعليمات المدربين واللاعبين الذين خرجوا من الأكاديميات بسبب ان ذلك يسهل من عملية إستيعاب وتنفيذ الخطة.

وأوضح في حديث لـ«هاتريك٢٤» بأنها تحتاج إلى وقتٍ طويل من أجل إستيعابها، لافتاً إلى ان العديد من اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات المحلية لم يلعبوا في الأكاديميات وهو ما يصعب من عملية إستيعابها بسرعة.

وإستدرك قائلاً:”كل مدرب له خطة وإستراتيجية وفقاً لفهمه ووفقاً للاعبين الذين يمتلكهم، إلا ان اللعب بـ 4-3-3 يتطلب إلى وجود لاعبين بإمكانيات كبيرة للغاية بدايةً من قلبي دفاع مميزين يمتلكان السرعة ومهارات فنية عالية بالإضافة إلى صانع ألعاب مميز وإرتكا متمرس ويعرف مهام مركزه وما يفعله فوق أرضية الملعب ومهام مميز مثل جيمس جوزيف أو خميس ليون”.

وأضاف:”إذا ما نظرت إلى الدوريات الأوروبية ستجد بأن الأفضلية للاعب الأوروبي مقارنةً بالأفريقي لأن الأول يكون قادماً من أكاديمية ويفهم اللعبة بشكلٍ أفضل وقدرة كبيرة على تنفيذ تعليمات المدرب والقدرة على تغيير طريقة اللعب بناءً على إشارة من المدرب وهو شيء لا يتوفر لدى الأفريقي”.

وأشار توماس إلى وجود مشاكل عديدة يواجهه اللاعبين في الدوريات المحلية، خصوصاً في جوبا بسبب عدم وجود مدافعين مميزين ومهاجم متمرس، لافتاً إلى ان ذلك يحتاج إلى عمل جاد من قبل المدربين من أجل إيجاد حلول لهذه المشاكل وإكتشاف لاعبين في مختلف المراكز ليكونوا قادرين على اللعب بهذه الخطة، مشيداً بفريق كتور الذي يقوم بتطبيق هذه الخطة في ظل إمتلاكه عناصر مميزة قادرة على تطبيق هذه الخطة في ظل وجود مهاجم فازيو.

وطالب بضرورة التعاون والتنسيق بين مدربي الأكاديميات من أجل وضع برنامج خاص لإكتشاف المواهب في مختلف المراكز، منوهاً إلى ان الأمر يحتاج إلى القيام بمجهودات أكبر.

وبدوره، يقول كريستيانو موسى، المدرب في أكاديمية غزل السويس في مصر، ان اللعب بطريقة 4-3-3 يحتاج إلى وجود لاعبين يمتلكون لياقة بدنية عالية وتوازن في مختلف الخطوط ووعي تكتيكي كبير وإنهاء الهجمات بشكلٍ مميز، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج إلى الكثير بدايةً من توفير بيئة مناسبة وتدريب مميز وعمل على إستيعاب اللاعبين للخطط لأنه لا يمكن تنفيذها في غياب هذه العناصر.

وأوضح في حديث لـ«هاتريك٢٤» بأنها تحتاج إلى إنضباط تكتيكي كبير في عملية التحول من الهجوم إلى الدفاع والعكس وإختيار العناصر المناسبة في مختلف المراكز.

ويرى إيمانويل ميوم، المدير الفني لأكاديمية برايت أكاديمي في مصر، بأن طريقة 4-3-3 لا تتناسب مع إمكانيات وقدرات اللاعبين في الدوريات المحلية، منوهاً إلى حاجتها إلى التجانس والإنسجام وعناصر مميزة ولها قدرات عالية وتم تأسيس بشكلٍ سليم وهو ما لا يتوفر في اللاعبين حالياً.

وإستدرك:”هذا الأمر يتوفر لدى لاعبي الأكاديمية وأرى بأنه يمكن تطبيقها بشكلٍ أفضل لدى اللاعبين في منتخب تحت 17 و20 عام”، متمنياً من القائمين على أمر المنتخبات الوطنية اللعب بطريقة 4-2-3-1 في الفترة المقبلة لسهولة تنفيذها من قبل اللاعبين.

وقال منير محمد، المدير الفني لفريق المريخ واو، ان طريقة 4-3-3 تحتاج إلى لاعبين تم تأسيس بشكلٍ جيد ويفضل أن يكونوا قد تخرجوا من الأكاديميات وتم تدريبهم جيداً، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى وقتٍ من أجل إستيعابها وفهمها من قبل اللاعبين، لافتاً إلى إمكانية تطبيقها في منتخب تحت 17 و20 عام بسبب أن معظمهم قد خرجوا من الأكاديميات.

وأوضح في حديث ل«هاتريك٢٤» بأنها لا تتناسب مع بعض اللاعبين في الفرق في الدوريات المحلية المختلفة بسبب عدم وجود الإمكانيات اللازمة لذلك.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: