حينما يبدأ منتخب جنوب السودان تحت 20 عام مشواره في بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب في مصر، اليوم، بمواجهة الكنغو في إطار مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات، فإن الأنظار ستكون شاخصة صوب قودويل يوغوسوك، حارس مرمى المنتخب، أكثر من بقية اللاعبين.
حارس المرمى الذي ينتظر منه كتابة التاريخ
ربما، يكون غير معتاداً بالنسبة إلى الكثيرون أن تكون الآمال معقودة على حارس مرمى أكثر من غيره من بقية اللاعبين في مختلف الخطوط من أجل تحمل عبء ومسؤولية قيادة منتخب إلى تحقيق الإنتصارات والنجاح وكتابة.
لكن، هذا ما يبدو عليه الأمر حالياً بالنسبة إلى منتخبنا الوطني للشباب، إذ لا يعتبر قودويل مجرد لاعب عادي إطلاقاً، بل أنه يعتبر أحد أهم وأفضل اللاعبين في المنتخب وينتظر منه أن يلعب دوراً محورياً ورئيسياً ومهماً للغاية في هذه البطولة.
لأنه قودويل
هذا الأمر يمكن تعضيده من خلال الإشارة إلى المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها في بطولة شرق ووسط افريقيا للشباب التي إستضافتها السودان في العام الماضي، إذ لعب دوراً كبيراً ومهماً للغاية في حلول المنتخب وصيفاً وتأهله إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب.
الواقع انه يمكن القول بأن المنتخب لم يكن ليحقق أي نجاحات تُذكر بدونه، إذ كان اللاعب الذي أبقى على آمال وحظوظ المنتخب في التأهل إلى الدور نصف النهائي قائمةً حتى النهاية بعد المستوى الرائع الذي ظهر به أمام السودان وإنقاذه للمنتخب من تلقي خسارة كبيرة للغاية وهو شيء عاد وليثبته أمام بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا ويوغندا في بقية البطولة.
لكن، ما كان بمثابة دليل دامغ وإنصاف على الأداء المبهر الذي ظهر به اللاعب في البطولة وحقيقة أنه كان أحد أهم وأفضل اللاعبين في البطولة ككل وليس منتخبنا الوطني فحسب، هو حقيقة تتويجه بجائزة أفضل لاعب في البطولة وهي جائزة إعتاد الكثيرون على رؤيتها تذهب للنجوم واللاعبين الذين يلعبون في مركز متقدمة في أرضية الملعب.
نصف القوة
أهمية يوغوسوك بالنسبة إلى منتخبنا الوطني إزدادت وتعاظمت بشكلٍ كبير لدرجة أن الآمال المعقودة عليه حالياً تعتبر أكبر بكثير مقارنةً بما كان عليه الأمر في بطولة سيكافا للشباب.
قودويل سيدخل البطولة بإعتباره النجم الأول في المنتخب واللاعب الذي سينتظر منه تحمل عبء ومسؤولية قيادته لتحقيق النجاح والإستمرار في كتابة التاريخ، خصوصاً بعد الأداء المتواضع والمخيب للآمال الذي ظهر به خط الدفاع في المباريات الإعدادية وهو ما سيعني بأنه سيكون الأمل الأخير.
بالطبع، وجود قودويل يعطي زملاؤه في المنتخب الثقة من أجل عدم الإستسلام والقلق والفرصة من أجل التقدم والقلق بخصوص محاولة التسجيل في مرمى الخصم أكثر من الخوف من إمكانية إستقبال شباكهم لهدفاً بسبب أن وجوده يعطيهم الثقة والطمأنينة والأمان.
كل ما يمكن قوله ان نجاح المنتخب الوطني في هذه البطولة وقدرته على الذهاب بعيداً من عدمه سيكون مرهوناً بشكلٍ كبير بالمستويات التي سيظهر بها قودويل.