سيغالي ظل ينظر إليه لوقتٍ طويل على أنه يعتبر واحد من أهم وأفضل اللاعبين في بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا وليس في صفوف فريق الحرية فقط، خصوصاً مع إمتلاكه ما يكفي من الجودة والقدرات والإمكانيات التي تجعله بتلك الأهمية.
رغم ذلك، فإنه ظل يعتبر لاعباً محدود التأثير في ظل معاناته من أجل إثبات نفسه وإظهار كامل قدراته وإمكانياته وترك بصمته مع الفريق في مختلف البطولات، خصوصاً بعدما إكتفى بتسجيل هدف واحد فقط في ستة مباريات لعبها مع الحرية منذ بداية الموسم.
الجناح الطائر الذي يعرفه الجميع
الصورة المرسومة في أذهان الجميع عن سيغالي تبدو واضحة تماماً ولا يمكن الخلاف والجدل حولها، إذ يعرفه الجميع عن ظهر قلب بقدراته وإمكانياته المميزة التي تجعله واحداً من أفضل اللاعبين في فريقه والبطولة في وقتٍ يعاني فيه من الكثير من المشاكل والتحديات التي تجعله لا يرتقي إلى مستوى النخبة.
حسناً، سيغالي يعرفه الجميع بسرعته الخارقة والمبهرة التي تجعله يتفوق على جميع المدافعين في سباقات السرعة، قدراته الفردية فيما يتعلق بمهاراته في المراوغة والقدرة على تخطي أي مدافع في أي مواجهة فردية، قدرته على تقديم إضافة كبيرة للغاية لفريقه فيما يتعلق بالتحولات بسبب قدرته على نقل الكرة والفريق من الحالة الدفاعية إلى الهجومية في توقيت قياسي، إرهاق خط دفاع الخصم، والتسبب في فوضى كبيرة لخطط أي خصم.
كل هذه القدرات والإمكانيات كان ينبغي أن تجعل منه واحداً من أهم وأفضل اللاعبين في فريقه والبطولة وأكثرهم تأثيراً وأن يساهم في قيادته لتحقيق الإنتصارات.
الإخفاق الكبير
رغم كل ذلك، فإن الواقع يشير إلى محدودية تأثيره على أداء ونتائج فريقه بالنظر إلى كل تلك القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها، إذ يكفي الإشارة إلى إكتفاؤه بتسجيل هدف واحد فقط من أصل ستة مباريات لعبها مع الحرية في جميع المسابقات منذ بداية الموسم.
بإستثناء مباراة قومبا في الجولة الأولى في بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا لهذا الموسم التي سجل فيها هدفه الوحيد هذا الموسم، فإنه فشل في التسجيل في بقية المباريات في الدوري بدايةً من مباراة بلاك إيغل، نياكورين، النيل، والناصر بالإضافة إلى مباراة جاموس في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا.
إخفاق سيغالي الكبير يمكن تعضيده من خلال الإشارة إلى خسارته لموقعه في التشكيلة الأساسية للفريق في مباراتيه ضد كل من نياكورين والنيل بعدما جلس على دكة البدلاء وإخفاقه في الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات حينما إحتاج إليه الحرية بشدة في المواجهة الأخيرة أمام الناصر.
الواقع أن مباراة الحرية ضد الناصر كانت بمثابة تجسيداً كبيراً للحالة المحيرة لسيغالي، فرغم إعتماد الفريق عليه بشكلٍ كبير من أجل قيادته لتخطي عقبة الخصم والفوز عليه وتمويله طوال فترات اللقاء بالكرات، إلا أنه أخفق في ترك تأثيره في اللقاء، خصوصاً بعد إرتداؤه لشارة القيادة في ظل جلوس قائد الفريق بول على دكة البدلاء، خروج لوما، وطرد ديفيد ديريك.
تلك كانت المواجهة التي إحتاج فيها الحرية إلى سيغالي ومساهماته من خلال تسخير قدراته وإمكانياته لصالح الفريق ومساعدته على الخروج بالنقاط الثلاث كاملةً، إلا أنه أخفق تماماً في صناعة أو تسجيل أي هدف من الكرات العديدة التي أتيحت له في اللقاء.
حان الوقت
اليوم، ومع خوض الحرية لمواجهة صعبة ومعقدة للغاية أمام إمتداد بلك في ديربي حي قيم، غياب ديريك بسبب الإيقاف، تراجع مستوى لوما، إحتمالية جلوس قائد الفريق بول على دكة البدلاء، وإحتمالية إستمراره في إرتداء شارة القيادة، فإنه ليس هناك وقتاً أفضل من هذا بالنسبة إلى سيغالي من أجل تغيير الصورة السلبية المرسومة عنه في الأذهان، الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات، إظهار كامل قدراته وإمكانياته، تحمل عبء ومسؤولية الفريق للعودة إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات والفوز على إمتداد بلك، والإحتفاظ بصدارته لجدول ترتيب المجموعة الأولى.
يبدو، كل هذا، مفارقة كبيرة للغاية، حينما يطلب من اللاعب الذي يفعل كل شيء بالكرة بإستثناء الصناعة والتسجيل، إلا أنها تعتبر مفارقة لا بد منها بالنظر إلى وضعية الفريق الراهنة.
هذا يعتبر طبيعياً للغاية بالنظر إلى المعطيات الراهنة، إذ لا يبدو بأن هناك لاعباً في الحرية سيتطلع إليه الكثيرون من أجل رؤية ما سيقدمه وإذا ما كان سينجح في إعادتهم إلى المسار الصحيح وطريق الإنتصارات أكثر من سيغالي.
الواقع أن هذا يعتبر التوقيت المثالي تماماً بالنسبة إلى سيغالي ليبدأ في إحداث تأثير حقيقي مع فريقه وإثبات أحقيته بالجدل والضجة التي تثار حوله دائماً بإعتباره واحداً من أهم وأفضل اللاعبين في صفوف الفريق والبطولة.