كشف بلال فيليكس، المدير الفني لمنتخب جنوب السودان تحت 17 عام، بأن خطاب رئيس الجمهورية الفريق أول سلفا كير ميارديت قد شجعهم كثيراً في المنتخب وساهم في وصولهم إلى نهائي بطولة شرق ووسط افريقيا والتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقة لعام 2023 في الجزائر.
وأعرب عن سعادته بموافقة مجلس إدارة إتحاد جنوب السودان على خطته فيما يتعلق ببدء برنامج الإعداد المبكر للمنتخب من أجل المشاركة في البطولة في شهر أبريل المقبل، كاشفاً عن موافقته على إقامة معسكر إعدادي للمنتخب في أي دولة، مناشداً رجال الأعمال والشركات والمنظمات العاملة بالبلاد بدعم المنتخبات الوطنية في مشاركاتها في البطولات الإقليمية والقارية والدولية.
هل كان لمخاطبة رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت لهؤلاء اللاعبين قبل بضعة أعوام في القصر الرئاسي دوراً كبيراً في تحقيق هذا النجاح؟
لقد ساهم حديث الرئيس في ذلك كثيراً، خصوصاً لما فيه من حكمة بعدما قال بأن هؤلاء الأطفال سيكونون قادة البلاد في المستقبل في مجال كرة القدم وانهم سيعملون من أجل الدفاع عن البلاد، وأتمنى إستمراره في تشجيع الرياضة بهذا الشكل.
أتقدم، أيضاً، بالشكر لمجلس إدارة الإتحاد العام لثقته في وإيمانهم بقدراتي وإمكانياتي وتعييني مديراً فنياً للمنتخب، لقد كنت أرغب في ذلك لأن هذا يعتبر جزءاً من عملي في ظل معرفتي بهؤلاء اللاعبين، كما أتقدم بالشكر لمدراء الأكاديميات على مستوى البلاد لأنهم قد ساهموا كثيراً في وصولنا إلى هذه المرحلة ووقوفهم خلف المنتخب الوطني.
كيف كانت المشاركة في البطولة بالنسبة لكم؟
لم تكن بالأمر السهل، إذ تطلبت مبذل جهودات كبيرة من قبل الجميع وكان هناك إصرار كبير من قبل اللاعبين الذين وقع عليهم الإختيار لأننا قد واجهنا العديد من اللاعبين الكبار في السن في البطولة، إلا اننا قد تمكنا من فعل شيء وهو الفوز على بوروندي وتنزانيا.
كيف تنظر إلى الإستقبال الذي حظى به المنتخب بعد عودته إلى البلاد؟
لقد كان رائعاً، إلا انه لدي بعض الملاحظات، إذ كان يفترض أن ترتدي الجماهير قمصان المنتخب الوطني وإستغرب لعدم حدوث هذا الأمر، وأتمنى من القائمين على أمر المنتخب النظر إلى هذا الأمر بالنظر إلى مدى أهمية الجماهير وضرورة وقفتها وراء المنتخبات الوطنية في مشاركاتها الخارجية.
فقط، أنظر ما فعلته الحكومة الصومالية التي كانت حريصة جداً على دعم ومؤازرة المنتخب، إذ زار بعثة المنتخب الصومالي وفد حكومي ضم سبعة وزراء بقيادة رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عدد كبير من الجماهير الرياضية التي ظهرت وهي ترتدي قمصان المنتخب.
لماذا لم يحدث ذلك من قبل حكومتنا؟ فأنا أؤمن بأننا كنا سنقدم الكثير إذا ما قام أي أحد من الحكومة بشيء مماثل لهذا، لماذا لا تقوم الشركات الوطنية مثل أم تي إن بتشجيع المنتخبات الوطنية؟ لماذا لم تقم هذه الشركات برعاية منتخباتنا الوطنية؟ ولماذا لا تضغط الدولة على الشركات الأجنبية العاملة في البلاد من أجل رعاية البلاد مثل جيبوك ودار بيتروليوم ونايل بيت وغيرها؟! فهناك دور كبير يقوم به الإتحاد العام من أجل تأهيل وتدريب المدربين والإداريين، بالإضافة إلى تجهيز المنتخبات الوطنية.
لقد بدأت بتأسيس أكاديمية نجوم المستقبل قبل عشرة أعوام ونجحت في قيادة هؤلاء اللاعبين لتحقيق النجاح معهم؟
أنا سعيد بذلك، فهذا هو المجال الذي أعمل فيه وكان جزءاً من خطتي قبل بضعة سنوات من خلال تكوين أكاديمية لكرة القدم والنجاح بشكلٍ أفضل، فهناك عدد كبير من اللاعبين الذين إنضموا للفرق والمنتخبات الوطنية كما فعل المنتخب الوطني تحت 17 عام.
هناك من يرى بأننا نتلقى أموال كبيرة نظير عملنا في تدريب الأطفال في الأكاديميات، إلا اننا نعمل أشياء بسيطة جداً وفقاً لإمكانياتنا من أجل تحقيق النجاح، هذا يعتبر جزء من مساهمتنا وينبغي لكل شخص المساهمة بما يستطيع فعله.
أنا شد جميع المدربين والإداريين بضرورة التفكير حول كيفية تنظيم بطولة للأكاديميات وان نراعي فيها الأعمار السنية من خلال إختيار لاعبين وفقاً لأعماره الحقيقية وليس أعمار أخرى لأن هذا لن يكون من مصلحة كرة القدم في كافة أنحاء البلاد.
أناشد اللاعبين بإخبار الناس المسؤولين عنهم في الأكاديميات بأعمارهم الحقيقية حتى لا نتضرر كثيراً على غرار ما حدث مع السودان وجيبوتي في البطولة الماضية، فلابد من وجود خطة وإستراتيجية واضحة للأكاديميات من أجل تحقيق النجاح.
نحتاج إلى تنظيم أنفسنا بشكلٍ جيد والتباحث حول كيفية دعم المنتخبات الوطنية، خصوصاً فيما يتعلق بتحول اللاعبين في مختلف المنتخبات الوطنية، فأحياناً هناك بعض اللاعبين الصغار الذين يتم إختيارهم للمنتخب الأول من منتخب تحت 17 عام وهذا غير صحيح لأنه ينبغي المرور بمختلف المنتخبات السنية وصولاً إلى الأول.
ما هي الخطوة المقبلة بعد التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية؟
الخطوة المقبلة تحتاج إلى الدعم من قبل الجميع، خصوصاً رجال الأعمال والشركات والمنظمات العاملة في البلاد، بالإضافة إلى الجماهير وكل من يهمه أمر الرياضة من جمعيات وروابط وغيرها.
كما شاهدنا، فالصوماليين الموجودين في مختلف أنحاء البلاد قد قاموا بجمع تبرعات وتم إرسالها إلى لاعبي المنتخب عبر إحدى الشركات العاملة بالبلاد، وقد حدث هذا بسبب إيمانهم بالمسؤولية لأن أمر المنتخب يمهم ومن المفترض أن يتبرع أي شخص للمنتخبات الوطنية ولو بجنيه واحد لأن ذلك سيصنع فرقاً.
إقترح خصم ذلك المبلغ من المكالمات الهاتفية لأنه سيساهم في دعم المنتخبات الوطنية وتطوير المنشط.
هل تعتقد ان عدم تحفيز اللاعبين قبل المباراة أمام الصومال قد ساهم في النتيجة التي إنتهت عليها المباراة؟
هذا ما حدث، فكان يفترض أن يقوم أحد المسؤولين الكبار في الدولة مثل وزير الشباب والرياضة الإتحادية أو وزير مجلس الوزراء بذلك ومخاطبتهم قبل اللقاء ببضعة دقائق بسبب أهمية ذلك في التشجيع وتحفيز اللاعبين، فحتى لو لم يتم تحفيزهم مادياً، فإن هناك أشياء كبيرة تلعب دوراً في ذلك مثل ظهور بعض المسؤولين خلال المشاركات الإقليمية والدولية والقارية.
أحياناً، تكون هناك بعض الوعود التي تقدم للاعبين قبل المباريات وهو ما يدفعهم لتقديم كل ما لديهم من أجل الإيفاء بها،ظ فلماذا لم يحدث ذلك بعد ضمان بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم؟ فقط، أتمنى فعل ذلك في الفترة المقبلة لأنه يعتبر شيء مهم جداً لأننا نحتاج إلى التشجيع حتى ولو معنوياً لأن ذلك ستكون له فائدة كبيرة.
ما هي خططك المستقبلية كمدير فني للمنتخب بعد التأهل إلى نهائيات كأس الأمم؟
لقد وضعت خطة جيدة فيما يتعلق بكيفية تجهيز المنتخب للمشاركة في البطولة وقد وافق الإتحاد عليها على الفور، خصوصاً فيما يتعلق ببدء برنامج إعدادي في نهاية كل أسبوع.
أنا سعيد جداً لذلك التجاوب الذي وجدته من قبل مجلس إدارة الإتحاد لأن هذا ما كنت أريده من أجل تقديم كل ما لدي وتجهيز المنتخب بشكلٍ جيد لأن شهر أبريل المقبل ليس بعيداً.
المنتخب سيكون أفضل لأننا سنقوم بإستدعاء عدد من اللاعبين ومن ثم القيام بتصفيتهم من أجل إختيار أفضل 25 لاعباً، وأتمنى من كل المسؤولين في الأكاديميات على مستوى البلاد المساهمة في كيفية إختيار قائمة المنتخب.
ما هي الدولة التي تفضلها لإقامة معسكر إعدادي فيها في ظل إمتلاك الإتحاد إتفاقيات تعاون مع بعض الدول مثل المغرب وقطر؟
ليست لدي معلومة عن تلك المذكرات، إلا انني أفضل إقامة معسكر خارجي في أي دولة حتى ولو كانت إفريقية مثل كينيا أو أوغندا وسأوافق على أي دولة من أجل الإستعداد بشكلٍ أفضل.
هل نتوقع حدوث عملية إحلال وإبدال في المنتخب في الفترة المقبلة؟ وماذا ينقص المنتخب للظهور بشكلٍ جيد في البطولة.
هذا سيحدث، خصوصاً وان لدي بعض الملاحظات بعد المباريات الثلاث التي لعبناها في بطولة شرق ووسط افريقيا الماضية، إذ ذهبنا إلى إثيوبيا ولم نكن قد استعدينا للبطولة بشكلٍ جيد بسبب ضيق الوقت، وهناك بعض اللاعبين الذين كان يفترض أن يكونوا جزءاً من البعثة لأنه كان برفقتنا 24 لاعباً فقط وقد نجحنا في تحقيق إنجاز بفضل هؤلاء اللاعبين.
سنقوم بتدعيم المنتخب ببعض اللاعبين في الفترة المقبلة من أجل الإستعداد للمشاركة في البطولة.
لا أرى بأن هناك شيئاً ينقص المنتخب، فهؤلاء اللاعبين من الأكاديميات وقد لعبوا لعدة سنوات ولا ينقصهم سوى الإهتمام والتشجيع من أجل تقديم أفضل ما لديهم من أجل الدفاع عن الشعار بشكلٍ جيد في كل المحافل القارية والدولية.
وصلنا إلى نهاية الحوار، ماذا تريد أن تضيف؟
أطالب مدربي الأكاديميات بضرورة تصنيف اللاعبين وفقاً للأعمار السنية وعدم التهاون في هذا الأمر حتى لا يتضرر أحد، إضافةً إلى تعليم اللاعبين أسس لعب كرة القدم بطريقةً صحيحة حتى يصلوا إلى مراحل متقدمة ومتطورة.
لابد أن يساهم كل المدربين في تطوير اللعبة وعدم النظر إلى الأوضاع الإقتصادية التي تعاني منها البلاد، إذ سنحقق الفائدة في المستقبل القريب في ظل التحركات التي يقوم بها الإتحاد العام بسن القوانين وهو ما سيعطي الأكاديميات دوافع أكبر، كما أناشد رجال الأعمال والشركات بالمساهمة في تطوير اللعبة.