حالة تفاؤل وسعادة وقبول كبير قابل بها الرياضيون إنطلاقة النسخة الأولى من مسابقة دوري جنوب السودان الوطني لكرة السلة للسيدات في الأيام القليلة الماضية، إذ ينظرون إليها على انها حققت تطلعاتهم وأمالهم القديمة برؤية السيدات يشاركن في بطولة ما.
الكثيرون يعتبرون بأن إنطلاقة البطولة قد ساهمت في تطلعات أكاديميات كرة السلة في البلاد، خصوصاً بعد المستوى الكبير الذي ظهر به الدوري في الأيام القليلة الماضية وظهور اللاعبات بأداء قوي ومميز ورائع، وهو ما أهل بعضهن للإنضمام إلى قائمة منتخب جنوب السودان للسيدات تأهباً للمشاركة في بطولة شرق ووسط افريقيا في تنزانيا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وأشار مراقبون ومتابعون للمنشط في أحاديثهم لـ«هاتريك» بأنه لا ينبغي النظر إلى المشاركة في بطولة شرق ووسط افريقيا على أنها ستكون من أجل الرغبة في تحقيق نتائج إيجابية في الفترة المقبلة، بل من أجل الإحتكاك وإكتساب خبرة اللعب في البطولات الأقليمية والقارية في ظل التقدم الكبير الذي حققته منتخبات كينيا ورواندا وإثيوبيا في المنشط والفوارق الكبيرة للغاية التي تفصلهم عن منتخب جنوب السودان.
وبرر الخبراء والمختصون ذلك بسبب الفوارق الكبيرة للغاية بين منتخب جنوب السودان وتلك المنتخبات، بالإضافة إلى ضيق الوقت وعدم إستعداد المنتخب بشكلٍ جيد للإعداد لتلك البطولة، مشيرين إلى ان المشاركة ستكون من أجل الظهور وأداء الواجب فقط لا أكثر.
وقال دينق ملوال، سكرتير إتحاد جوبا المحلي لكرة السلة، في حديث لـ«هاتريك» بأن بطولة الدوري الوطني قد أسفرت عن إكتشاف وتقديم مجموعة مميزة للغاية من اللاعبات، مشيراً إلى ان ذلك كان الهدف الأساسي لإتحاد جنوب السودان للعبة وإتاحة الفرصة أمام جميع اللاعبات للإنضمام إلى المنتخب.
وأضاف قائلاً:”هذا جزء من تاريخ كرة السلة على مستوى البلاد، خاصةً فيما يتعلق بالمشاركة في بطولة شرق ووسط افريفيا. هذا هو المطلوب حالياً لأن النجاح دائماً يبدأ بهذه الطريقة”، مشيراً إلى أن جمع كل الفرق في مكانٍ واحد وإقامة بطولة لها هي الطريقة الأفضل لتطوير منشط كرة السلة في البلاد.
وإستدرك:”هناك رؤية واضحة للغاية من قبل المختصين من أجل إختيار كل بقية المنتخبات السنية بدايةً من تحت 17 عام، 20، و23 بما يتناسب مع رؤية الإتحاد الافريقي والدولي”، مناشداً الأباء والأمهات بتشجيع أبناؤهم على ممارسة الرياضة بمختلف مناشطها بالنظر إلى أهميتها.
وأشار وليم دينق، المدير الفني لمنتخب جنوب السودان لكرة السلة للسيدات، إلى النجاح الكبير الذي حققته بطولة الدوري الوطني بسبب أنها سمحت لهم بإختيار قائمة المنتخب بشكلٍ جيد بعد تجميع كل الفرق في مكانٍ واحد، مضيفاً ان البطولة قد حققت هدفها الرئيسي الذي أقيمت من أجله بنسبة 100%.
وكشف في حديث لـ«هاتريك» عن حصول اللجنة المختصة لإختيار اللاعبات لقائمة المنتخب على رؤية واضحة من خلال متابعة جميع الفرق والوقوف على مستوى جميع اللاعبات، مؤكداً انه سيعمل من أجل الظهور بشكلٍ أفضل خلال المشاركة في أول بطولة تاريخية بالنسبة إلى المنتخب في الفترة المقبلة.
وأشاد وليم بالدور الكبير الذي قام به الإتحاد العام والمحلي من خلال إقامة البطولة في وقتٍ وجيزة، معترفاً بعدم جاهزية المنتخب بشكلٍ جيد للنجاح في تحقيق إيجابية في بطولة شرق ووسط إفريقيا، مشيراً إلى انهم سيعملون من أجل الإستفادة من خبرات المنتخبات الكبيرة في المنطقة على غرار يوغندا، كينيا، وتنزانيا.
وأكد بشارة رجب، سكرتير لجنة التدريب المحلية بإتحاد جوبا المحلي لكرة السلة، بأن طموحاته وأحلامه قد تحققت بنسبة كبيرة بعد إنطلاقة بطولة الدوري الوطني، موضحاً ان الفرق قد تدربت بشكلٍ جيد ولم تتاح لها فرصة المشاركة في مثل هذه البطولة من قبل، واصفاً تنظيم البطولة بالجيد.
وأشار إلى تحقيق البطولة كافة تطلعات الوسط الرياضي والمهتمين بالمنشط، خصوصاً بعد إختيار قائمة المنتخب، مبيناً ان ذلك سيؤكد للكثيرون إمتلاك البلاد بطولة للسيدات، مناشداً الوسط الرياضي بالنظر إلى النتائج التي سيحققها المنتخب في بطولة شرق ووسط افريقيا القادمة والنظر إلى الفوائد العامة التي ستعود على المنشط في البلاد.
وأضاف قائلاً:”نحن كمدربين أكاديميات نعرف ما سيحدث، خصوصاً في حالة وجود برنامج واضح من أجل الإستعداد لبطولةً ما، إلا انه لم يكن هناك وقتاً كافياً من أجل إقامة البطولة وإختيار قائمة المنتخب والإستعداد بشكلٍ جيد”، مشيداً بالدور الذي قام به الإتحاد العام من أجل تنظيم هذه البطولة، مناشداً الإتحاد العام بالإستمرار في العمل على ذات النهج.
وأوضح ان المشاركة في البطولات القارية والإقليمية تؤكد للجميع تواجدك، مناشداً اللاعبين المحترفين في الأندية الكبرى في مختلف أنحاء العالم بدعم لول دينق على ما يقوم به بسبب ان العالم أجمع قد أصبح يتحدث عن البلاد مؤخراً، مناشداً رجال الأعمال الوطنيين والشركات بدعم المنشط.
وقال ميري إيمانويل، نجمة فريق قولا ستارز، في حديث لـ«هاتريك» ان بطولة الدوري الوطني قد حققت أهدافها، معبرةً عن فرحتها وإمتنانها لذلك بسبب أنها قد نجحت في تحقيق حلمها بأن تصبح واحدةً من اللاعبات.
وأضافت قائلة:”كنت لا أعرف شيئاً بخصوص مستقبلي في كرة السلة والآن أصبحت فجأة لاعبة في صفوف المنتخب. هذا أمر رائع وقد شكل صدمةً وتحولاً كبيراً بالنسبة لي”.
وتابعت:”أصبحت فجأة أتحدث لوسائل الإعلام وهذا شيء جديد بالنسبة لي”، مشيرةً إلى ان ذلك سيمنحها الدافع من أجل الثبات وتقديم أداء أفضل في الفترة المقبلة، مشيدةً بالمجهودات الكبيرة التي قام بها الإتحاد العام من أجل تطوير المنشط.
وإستبعد وليم منيل (شرنوبي)، مساعد مدرب فريق ناشيونال إنجينيرز، نجاح المنتخب في تحقيق نتائج إيجابية في بطولة شرق ووسط افريقيا، مبرراً ذلك بسبب عدم جاهزيته وإستعداده لبطولة بشكلٍ جيد في ظل ضيق الوقت والإفتقاد إلى الخبرة.
وأضاف قائلاً:”هناك عدد من المنتخبات التي لها خبرة كبيرة في المشاركة في هذه البطولة مثل تنزانيا ورواندا وكينيا، إلا ان هذا لن يمنعنا من تقديم كل ما لدينا والظهور بصورة أفضل”، مشيراً إلى إمكانية نجاح المنتخب في تحقيق مفاجأة خلال مشاركته الأولى في البطولة، مشيداً بالدور الكبير الذي قام به الإتحاد العام من أجل إقامة البطولة ومساهمته في تطوير المنشط على مستوى البلاد.
بدوره قال ستيفن هامون، نجم فريق ناشيونال إنجينيرز، في حديث لـ«هاتريك» ان البطولة قد حققت نجاح كبير نسبياً، مشيداً بالثقة والأداء الكبير الذي ظهرت به الفرق خلال مبارياتها في الفترة القليلة الماضية، مبيناً ان ذلك قد يساهم في تحقيق إيجابية في المشاركة في بطولة شرق ووسط افريقيا المقبلة.
وإستدرك قائلاً:”اللاعبان تنقصهن الخبرة من أجل اللعب والوقوف أمام الجماهير والظهور بشكلٍ جيد فوق أرضية الملعب. هذا سيحتاج إلى بعض الوقت وبذل جهداً كبيراً من قبل الجهاز الفني والإداري من أجل العمل على معالجته”، مطالباً بضرورة الوقوف خلف الإتحاد العام ومساعدته من أجل المساهمة في تطوير المنشط.
